أوصت الأممالمتحدة قبل سنوات باعتبار العام 2015 عامًا للفقر، وهذه التوصية دعوة لعمل جماعي تحشد فيه الدول والجماعات طاقاتها، وتسخّر إمكاناتها للحدّ من ظاهرة الفقر المستشرية، والتي تسجل تقارير التنمية ارتفاع نسبتها في كل عام. إن القضاء على الفقر، أو على الأقل التخفيف منه يعني التخفيف من الجهل، التخفيف من المرض، التخفيف من الجريمة، وكلها أمراض قاتلة تصيب الشعوب بالوهن. لقد حددت الأممالمتحدة العام 2015 لا لتكريم الفقراء ومنحهم أوسمة ونياشين، لا لتقديم وعود وآمال جديدة، بل لتقديم نتائج على الأرض، ويجب أن يشيد العالم كله بالمليونير الأمريكي وارين بافت، ومجموعة الأثرياء الأمريكيين الذين قدموا معظم ثروتهم للأعمال الإنسانية. ويجب أن نبحث في كل دولة عن وارين بافت آخر، أو نصفه، أو ربعه. لقد كان على الدول أن تبدأ في الإعداد لعام الفقر، منذ تاريخ صدور التوصية، حتى إذا أتى اليوم الموعود 2015 تكون قد أنجزت شيئًا يتناسب مع حجم الآمال. إن عام 2015 يجب أن يكون عام الوفاء بالتعهد، لا عام تجديد الوعد بالتعهد. ولعل العالم العربي ببتروله وثرواته في مقدمة الذين يعانون الفقر، وإذا كان تعداد سكانه قد تجاوز اليوم الثلاثمائة مليون نسمة، فإن ثلث هذا العدد يعيش حالة فقر، وبؤس، وحرمان، لا فرق بين دوله الغنية، ودوله الفقيرة!!