نفى الخبير التقني خالد حسن رئيس تحرير جريدة «عالم رقمي» الالكترونية أن قطاع الاتصالات المحمول وصل الى مرحلة التشبع فى منطقة الشرق الاوسط وأن مشغلي شبكات الاتصالات المحمولة يعانون من خسائر، اذ مازالت هناك فئات عريضة من المستخدمين لم تدخل بعد سوق الاتصالات المحمولة، وقال إن سوق الاتصالات في المنطقة تواصل النمو بمعدلات أسرع من أي مناطق أخرى من العالم. وتشير الاحصائيات إلى أن اشتراكات الهاتف المحمول ستتجاوز 350 مليون اشتراك بحلول 2014م، لاسيما إذا اخذنا فى الاعتبار أن كل مستخدم عادة يكون لدية خطين فى المتوسط كما ان زيادة قاعدة مستخدمى التليفون المحمول تعوض بصورة كبيرة انخفاض اسعار خدمات التليفون المحمول ومن ثمة العائد من المستخدم الواحد. جاء ذلك فى حديثة التليفزيونى مع قناة «CNBC» العربية للتعليق على وصول قطاع الاتصالات فى منطقة الشرق الأوسط لمرحلة التشبع وهو ما يعتبر بمثابة بداية النهاية لمعاناة القطاع وتحقيقة خسائر. وقال ان قطاع اتصالات المحمول ما زال أمامه فرصة كبيرة فى مجال نقل البيانات، تقديم خدمات الانترنت، فمع اتفاقنا أن خدمات نقل الصوت تمثل حاليا نحو 90% من اجمالى عائدات قطاع الاتصالات المحمولة و10% فقط لقطاع نقل البيانات الا انه من المتوقع فى القريب العاجل ان تتغير هذه النسب لتشكل الانترنت عبر التليفون المحمول وخدمات المحتوى احد أهم الموارد المالية لشركات الاتصالات. وعن إمكانية تعويض الانترنت المحمول خسائر قطاع الاتصالات أشار حسن أنه يجب ان نعلم أن قطاع الاتصالات المحمولة لا يتعرض للخسارة المالية وانما يمكن ان نقول أن هناك تراجع فى مستويات الارباح التى تحصدها شركات الاتصالات وهذا امر طبيعى ومتعارف عليه خاصة مع زيادة عدد مشغلى خدمات الاتصالات المحمولة لاكثر من 3 مشغلين فى كل دولة تقريبا، من دول منطقة الشرق الاوسط، ودخول المنافسة بينهم الى المنافسة السعرية وتخفيض اسعار المكالمات للمستخدم النهائى لذا فإن مجال نقل البيانات عبر التليفون المحمول سينقل المنافسة بين شركات الاتصالات لساحة الانترنت وتطوير خدمات حقيقة ذات قيمة مضافة للمستخدمين. وأضاف حسن أنه وفقا لتوقعات المراقبين فإنه ينتظر ارتفاع عوائد خدمات «الإنترنت» في منطقة الشرق الأوسط خلال الأعوام المقبلة بصورة أقوى من عوائد خدمات التليفون المحمول، خاصة في ظل الانتقال إلى «الإنترنت» ذات النطاق العريض في المنطقة وسيطرة واستحواذ شركات الاتصالات على شركات تقديم خدمات الانترنت موضحا انه ووفقاً لتوقعات شركة «انفورما» للاتصالات، سيكون لذلك أثر كبير على عوائد «الإنترنت» في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا التي سترتفع من 6,88 مليارات دولار في 2009 إلى 13,82 مليار دولار في 2014، وهو نمو أقوى من عوائد خدمات التليفون المحمولة مؤكدة ان القطاع سيواصل عمليات التوسع الكبرى متجاوزاً المستويات الحالية التي تصل إلى 45 مليار دولار سنوياً». وحول مستقبل قطاع الاتصالات قال خالد حسن أن حجم الإنفاق في العالم على قطاع تكنولوجيا الاتصال والمعلومات وصل إلى 3,8 تريليونات دولار في 2008، وهو ينظر إليه كأداة مهمة لإنعاش الاقتصاد العالمي. ويغطي قطاع الاتصالات مجالات حيوية مثل التجارة الإلكترونية والتجارة عبر التليفون المحمول وبوابات «الإنترنت» وأنظمة تطابق الأعمال وعلاقات العملاء والتي تؤسس لبعد جديد لكيفية عمل القطاعات وإنجاز الأعمال في عالم المعلومات، والتى سيكون لسرعة إتاحة ووصول المعلومة للمستخدم دور محورى فى المنافسة، وبالتالى فإن قطاع الاتصالات ما زال لديه الكثير من الفرص للنمو وتحقيق الارباح فى منطقة الشرق الاوسط بشرط العمل على تلبية الاحتاجات المتطورة للمستخدمين.