أبو فلان .. إحدى الأزمات الذكورية الاجتماعية فى مجتمعنا العربي وبغضّ النظر عن قبولنا او رفضنا لها باعتبار ان المرء يملك تعريفه الشخصي ولا يعرف بأحد وهو رأي شخصي. الاّ أن إصرار المجتمع العربي جعل من هذه الأزمة تعيش دهورا بين حناياه رغم انها اتخذت سبلا أخرى فى الآونة الأخيرة حيث اختفى تحت عباءتها كثير من المتناقضات فمن أبوات النضال الى أبوات التلاعب السياسي ثم أبوات التهريج والاحتيال هبوطا الى طامة المجتمعات الا وهم أبوات الإرهاب الحالي الذين اتخذوا من الأسماء التراثية مدخلا للتعاطف المجتمعي والخداع النفسي المريض بأهمية مايفعلون . ولم نكد نفيق من عهد الأباء الاّ وتبعه عهد الأمهات أم فلان المحدثة ، أم فلان الخطابة، أم فلان الداعية ، أم فلان الراقية ، أم فلان الخطابة ،وكثيرا كثيرا غيرها مما يستجدّ فى المجتمع تحت مسمى أم فلان وأبي فلان من الأدوار الاجتماعية الايجابية او السلبية والتى مهما كانت ايجابياتها مهمة فهى لابد ان تنسب إلى أصحابها بأسمائهم الحقيقية فلا يخفى فى الغالب الا مايدخل تحت الشبهة. ومهما اعترضنا على عدم وضوح الدور أو تخفّي حامله او حاملته تحت مسمى أم وأب الا انه فى النهاية دور اجتماعي بسلبياته وايجابياته ولكن الخطورة فى شيوع هذا التخفّي لتسهيل إشاعة الفتن وإرهاب المجتمعات اعتمادا على ان مجتمعنا يقبل ذلك التخفّي الاجتماعي بدون التدقيق بالأهداف التى يخدمها. وهنا مكمن الخطورة التى يجب ان لايستهان بها فى تعاملاتنا مع الناس رجالا كانوا او نساء لان الفكر المنحرف المضاد للمجتمع لم يتوقف على عتبة الذكور بل بدأ يتسرّب تدريجيا الى النساء متلبسا بعباءة الدّين والحمية وغيرهما من الأقنعة البراقة التي ظاهرها النصرة وباطنها العذاب. يجب أن نفكر ألف مرة قبل ان ندفع تبرعاتنا وتسهيلاتنا التى نقدمها لأبي فلان وأم فلانة مهما كان شكل تلك المعونة ولانستهين بالقليل . فلا نقدم الإعانة فى ملحق مسجد او الحلي فى مجلس خطابة أبكى الحاضرات بل لابد ان نستوثق من أبى فلان وأم فلان وندقق بشكل جيد يدفعنا دوما تساؤل كبير خاصة ان لدينا الكثير من القنوات الرسمية للتبرعات والتى تعلن عن نفسها بصراحة ووضوح تحت المظلة الرسمية لا تحت مسمى أب – وأم . ويلحق بذلك دعم الإصدارات المجهولة التي لا يعرف شخصية من دوّنها ولا مؤهلاته العلمية وخلفيته الشرعية او ومصداقيته إذ تأتى فى الغالب تحت مسمى أم فلان وأبو فلان!! وغالبا ماتحمل تلك الطروحات آراء وأفكارا متشددة وفتاوى غريبة تحلل وتحرّم دون الاستناد الى أدلة شرعية والمؤلم انتشارها فى كل مكان وسرعة تداولها وذلك لمجانيتها فهى مدعومة ماديا من ناحية ولبساطة طباعتها وصغر حجمها وتراخى المجتمع عن مراقبتها او رفضها من ناحية أخرى. ونظرة سريعة لقاعة انتظار فى اى مكان كفيلة بأن تخرج وبحوزتك عشرات الكتيبات الموجّهة فى الغالب إلى النساء ابتداء من الطفلات الى المراهقات ثم الراشدات فلكل عندهم نصائحها. أما أبوات وأمهات الانترنت فذلك شقّ آخر ، نطرقه مرة أخرى.