من المعروف أن من أسس جريدة (المدينة) المشايخ علي وعثمان حافظ ، أما الذي بنى مؤسسة المدينة للصحافة والنشر كما نعرفها فهو الشيخ أحمد صلاح جمجوم ورفاقه المؤسسون أمثال هشام وعلي حافظ، عبدالعزيز ساب، السيد حبيب وعبيد مدني وسليمان الخريجي وعبدالله القصبي وآخرون. لقد كان الشيخ احمد صلاح جمجوم يحلم بهذا الصرح منذ ترأسه مجلس إدارة المؤسسة وقد كان رأس مالها لا يتعدى الآلاف من الريالات ولكنه ارتقى بها بوطنيته المعهودة وحبه للعمل الجماعي وايمانه بالفكر الصحيح حيث كانت هذه المبادئ من أهمّ توجهاته. الشيخ احمد كان مرناً ولكن لم يكن متساهلاً وكان محباً لرفاقه وزملائه وفي نفس الوقت شديداً في تطبيق أولويات العمل، بنى هذه المؤسسة (طوبة طوبة) حتى أصبحت هذا الصرح الكبير. كانت نظرته الأولى في بناء الرجال الذين سيحملون هذا الصرح قبل بناء المباني، لهذا السبب واجه كثيراً من الانتقادات بسبب عدم توزيع الارباح وفضّل تدويرها داخل المؤسسة ولم يركز في الحلّ الأسهل وهو زيادة أعضاء المؤسسة. كان الوالد سليمان العبدالعزيز الخريجي من زملائه في مجلس الإدارة وصاحبه في تلك الفترة في مؤسسة المدينة وفي مجلس إدارة الخطوط العربية السعودية. كان يعلم بشغفه للعمل ونظرته بعيدة المدى، أما أنا فقد صاحبته في بداية انضمامي للمؤسسة كعضو مجلس إدارة وعرفت عنه الشّدة والحزم، صحيح كان يصرّ على آرائه ولكن كان يريد السماع لآراء الآخرين، وحين يكون هناك خلاف في مجلس الإدارة كان يطلب من أعضاء المجلس الاجتماع في منزله لمناقشة هذا الخلاف والتوصل إلى حلّ يرضي الجميع. رحم الله الشيخ أحمد والد الجميع وبارك الله في أبنائه ليتمّوا رسالة والدهم.