تأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الى واشنطن ولقائه المرتقب مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خضم وضع دولي وإقليمي ساخن، فيما يلهب الملف النووي الايراني بكل تداعياته وما نجم عنه من عقوبات ، فضلا عن التعثر المستمر في عملية السلام بسبب المواقف المتعنتة لحكومة نتنياهو المتطرفة ، و تعقيدات الحرب في أفغانستان ، و تعثر تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وانعكاساته على أمن واستقرار ومستقبل العراق ، فيما يتوقع المراقبون أن يصغى الرئيس الأمريكي باهتمام بالغ إلى رؤية خادم الحرمين الشريفين الحكيمة لهذه القضايا الشائكة . يزيد من أهمية الزيارة التي تجمع بين الزعيمين الكبيرين تجاوز البلدين الصديقين لمرحلة ما بعد هجمات 11 سبتمبر ، وإعادة بناء العلاقات السعودية الأمريكية على أسس جديدة بحيث لم يعد هناك فجوات يتعين سدها كما كانت الحال في السابق حسب وصف توماس ليبمان الخبير في مجلس الولاياتالمتحدة للعلاقات الخارجية، حيث ساهم اللقاء الأول بين اوباما والملك عبدالله في الثالث من يونيو 2009 والخطاب الذي ألقاه اوباما بعد يوم واحد في جامعة القاهرة مخاطبًا العالم الإسلامي في ترطيب الأجواء. واعطاء دفعة قوية للعلاقات بين الدولتين القضية الفلسطينية التي تشكل أولوية في اهتمامات خادم الحرمين الشريفين ، وباعتبارها أحد أهم الثوابت في السياسة الخارجية السعودية ، لابد وأن تحتل أهمية كبيرة في القمة السعودية الأمريكية التي تجمع المليك المفدى بالرئيس أوباما للمرة الثالثة ، حيث ظلت الرسالة التي يحملها خادم الحرمين الشريفين في جولاته ولقاءاته مع زعماء العالم تركز على أن مشكلة الشرق الأوسط تظل محور الأزمات في المنطقة وأحد أهم أسباب عدم استقرارها ، وأن تركيز الجهود الدولية لحل هذه الأزمة من شأنه أن يسهم تلقائيًا في حل بقية أزمات المنطقة ، وأن المبادرة العربية للسلام التي ترتكز على مبادئ وقرارات الشرعية الدولية تشكل الصيغة المناسبة والخيار الأمثل لتحقيق هذا الهدف .