بينّ د.سلمان بن فهد العودة «المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم» مفهوم الحسبة وذلك في برنامج «الحياة كلمة» فقال: «الحسبة من الاحتساب فالإنسان حين يحتسب الشيء فهو يرجو ثوابه وأجره ، ودافع الحسبة هو النظر إلى المنكرات والسعي لإزالتها أو البحث عن فضائل غائبة والسعي لإيجادها فهو معنى جميل وفيها نوع من التعاون مع الناس ، وقد يبدو فيها نوع من التسلط خاصة أن النهي عن المنكر قد يبدو فيه نوع من التفوق وأنه أكثر علما أو تقى خاصة لو استمر على هذا العمل فغالبا ما يؤدي إلى الإحساس بالفوقية ، وخاصة أن الحسبة تذكّره بالدوافع الإيمانية والبعض حينما يحتسب عليهم يذلهم». واسترسل العودة فقال: «الحسبة لا تقتصر على جهاز واحد بل أجهزة كثيرة وهي مهمة الأنبياء ومهمة الدولة فتجد الحسبة في جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي مكافحة المخدرات ومكافحة الفساد وكذلك الحسبة في هيئات الرقابة والنزاهة والتحقيق فكل الأجهزة الرقابية داخلة في مفهوم الحسبة ، وقد ورد في القرآن الكريم مصطلح الحسبة في 23 آية ، والحسبة ليست مهمة فئة خاصة إنما هي وعي اجتماعي فقد احتسب على شخص في جانب أخلاقي مثلا يشرب المسكر أو قد احتسب على آخر في خشونة لفظه لإخوانه ، فهذه الآية فيها ثلاثة أبعاد البعد الأول هو الدعوة إلى التقوى وهي مسؤولية فردية فالاتقاء هو الدافع الفردي ، فالمسؤولية الفردية فيما يُسمى بالسكينة العامة ، والبعد الثاني الأمن العام يأتي حينما تكون هناك أمة تدعو للخير وتنهى عن المنكر وهي فئة متخصصة في الدعوة إلى الخير أما البعد الثالث فهو «ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا» فهي دعوة إلى سكينة ووحدة المجتمع ونبذ الاختلاف الذي يفضي إلى التناحر والتقاتل فهذا الأولى تركه ، وإنكار المنكر والأمر بالمعروف درجات وتخصصات فهناك من يغيّر بيده وهو من لديه سلطة وهناك التغيير باللسان وهذا مهمة العالم والفقيه وهناك التغيير بالقلب وهو من آحاد الناس» وشدد العودة أن الاحتساب لا يختص بجهاز دون آخر فقال: «الجانب الأكبر من الاحتساب لا يختص بجهاز واحد بل معظم أجهزة الدولة تدخل في الاحتساب فالغرف التجارية وهيئة الدواء والغذاء وهيئة الجودة بل حتى الأجهزة الأمنية والعسكرية ومن الخطأ أن نظن أن مهمة الاحتساب هو استئصال الفساد ، بل المهمة هي منع الفساد أن يقع علانية» وامتدح العودة جهاز الهيئة الحالي فقال: «الآن هناك تعاون جهاز الهيئة مع حقوق الإنسان وهناك قدر من التنسيق فهناك مشروع حسبة بالتعاون مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وهناك كراسي بحثية وعقدت دورات ميدانية لتطوير الهيئة ووضع الهيئة بمثل الطالب المتفوق يحصل على 90 % وهناك اخفاق في 10% وأخطاء الهيئة أقل منك بكثير فوجود نسبة الخطأ هو أمر محتمل لكن المهم أن لا يشعر الناس أنهم مستهدفون وينبغي أن يكون هناك نقد للهيئة يكون نقد بناء وموضوعي».