دعا المشاركون في اللقاء الخامس للإشراف التربوي بجدة إلى إجراء تغييرات جذرية في تقييم المعلمين ودعم استقلالية المدارس للارتقاء بالاداء. وشددوا على دور الإشراف التربوى الفاعل في تحسين العملية التعليمية، مؤكدين أهمية التحول من مفهوم المدرسة التقليدية إلى المؤسسة المدرسية، ودعم الأنشطة اللاصفية الهادفة، والمشاركة المجتمعية المدروسة، والاستثمار في المعلم كقائد تعليمي. وكان مدير عام التربية والتعليم بمحافظة جدة عبدالله بن أحمد الثقفي افتتح صباح أمس فعاليات اللقاء الخامس عشر للإشراف التربوي الذي تستضيفه الإدارة العامة للتربية والتعليم بجدة بحضور مدير عام الإشراف التربوي خالد بن عبدالعزيز الخريجي، ويستمر لثلاثة أيام لمناقشة خمسة محاور رئيسة حول مستقبل الإشراف التربوي. ونقل الثقفي للمشاركين في اللقاء تحيات سمو وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد، وتمنياته لهم بالخروج برؤية واضحة تسهم في تحقيق أهداف الإشراف التربوي، والارتقاء بممارساته الميدانية بما يتوافق ومتطلبات مجتمع المعرفة لتجسيده واقعا ملموسا في المؤسسات التربوية. وأشار الثقفي إلى أن هذا الملتقى يعطينا مساحات للأمل نحو إشراف تربوي فاعل يقوم بدوره التربوي في تحسين العملية التربوية وبيئة جاذبة للتعلم نحو الرقي بتعليمنا، مشددًا على أن محاور العملية التربوية تحتاج إلى تطوير دائم بما يتلاءم مع تغير المكان والزمان. وتضمن الحفل كلمة مدير عام الإشراف التربوي بالوزارة الدكتور خالد الخريجي تحدث فيها عن متطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية وما يمثله الإشراف التربوي من ضرورة للعملية التربوية، مشيرا الى أن محاور اللقاء تصب في كيفية الارتقاء بالاشراف التربوي في ظل المستجدات التقنية التي وجب علينا التعامل معها وفق خطط وبرامج مدروسة. وقدم 30 طالبًا من مدارس الاقصى الأهلية أوبريت بعنوان “رؤى واعدة” من كلمات وألحان عبدالله الشهري، وشهد افتتاح ورش عمل اللقاء التي أطلقتها صافرة مدير عام مركز الجزيرة الإعلامي للتدريب والتطوير الدكتور عبدالعزيز الحر بفندق جدة ويستن بحضور أكثر من 250 تربويًا من مديري إدارات الإشراف التربوي، ومديري مكاتب التربية والتعليم، ومشرفين تربويين وقيادات تعليمية من مختلف المحافظات. وكان الدكتور عبدالعزيز الحر استهل مشاركته بالتأكيد على أن التقليدية تسببت في تأخر التطوير التعليمي على حد تعبيره، وعرج على تطوير الأداء المدرسي، وأدوار الإشراف التربوي، مناقشا الآليات التقليدية المتبعة في تقويم أداء المعلمين، وأهمية إجراء تغييرات جذرية في أساليب التقويم. وتطرق إلى الاتجاهات العالمية في تطوير التعليم المعتمد على المدرسة، مشددا على أهمية الجودة المعتمدة على التقويم الذاتي، والاستقلالية المرتبطة بالمحاسبية، والتحول من مفهوم المدرسة التقليدية إلى المؤسسة المدرسية، ودعم الأنشطة اللاصفية الهادفة، والمشاركة المجتمعية المدروسة، والاستثمار في المعلم كقائد تعليمي وشريك. وفي الجلسة الثانية التي أدارها مدير الإشراف التربوي بجدة معجب الزهراني، تحدث مدير عام التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية عبدالرحمن المديرس عن محور التغيير، وكيفية إحداثه، وتطرق إلى القيادة الذاتية، والجودة في التعليم، مشددا على أنهما مطلب يجب تحقيقهما. وركز المتحدث الثاني في الجلسة مساعد مدير عام الإشراف التربوي بالوزارة سالم الغامدي على الجانب العملي بالمدرسة، ودعم استقلاليتها، وأكد أن الإصلاح يبدأ من المدرسة، ويجب أن تكون ذات رؤية ورسالة تربوية، وجماعية. من جانبه، أكد مدير التربية والتعليم بجدة عبدالله الثقفي أنه تمت تهيئة جميع الاستعدادات التي تضمن نجاح اللقاء التربوي الذي يهدف للارتقاء بالعمل الإشرافي، وتفعيل أدواره الميدانية بما يكفل مواكبته لمقتضيات مرحلة التغيير والتطوير الحالية بوزارة التربية والتعليم. وأوضح أن فعاليات اللقاء تشتمل على العديد من الورش وأوراق العمل التي ستطرح للنقاش والحوار عبر جلسات علمية يناقشها جميع المشاركين في الملتقى، شاكرًا لسمو وزير التربية والتعليم، ونائبه فهد بن معمر، والنائب لتعليم البنين الدكتور خالد السبتي لمنحهم إدارة تعليم جدة شرف استضافة هذا اللقاء، الذي يعده بمكانة نقطة انطلاق التغيير والتطوير في الإشراف التربوي.