ثامر العبدالله.. إعلامي شاب يجيد فنون التعامل الناجح مع المستمع، ومع المواهب الفنية، ومايكروفون الإذاعة.. وهو شخصية فنية مميزة، تدرك ذلك عندما تستمع وتتابع البرنامج الثاني بإذاعة جدة التي انطلق عبر أثيرها، ليقدم لكل عشاق الفن والطرب برنامجه الإذاعي المباشر الذي يشارك بإعداده وتقديمه مع باقي زملائه، الفنان بندر الشريف والمخرج رويشد الصحفي والمذيعة رندا الشيخ، فكان برنامج “نادي الهواة” الناجح باتصاله وتواصله مع المتلقي والفنان الموهوب. ويبقى أسلوب ثامر وتعامله المميز مع الفنانين المشاركين يعطي طابعا مفعما بالتعاطف، ولأنه شاب مثلهم، ولأنه مطرب مثل كل المشاركين، تبنّى فكرة شجاعة جذبتنا للحديث معه عن جوانبها، فهو يصر على تنفيذ ألبوم غنائي يضم مشاركات كل الفائزين في حلقات “نادي الهواة”، وهذه خطوة هي الأولى من نوعها على مستوى الإذاعة السعودية، وستُحسب لصالح ثامر والمواهب الفنية. * لماذا اخترت الإعلام الرسمي من خلال إذاعة جدة وتخليت عن الإعلام التجاري؟. - عندما نتحدث عن الإعلام المسموع والإعلام المرئي فنحن نتحدث عن تاريخ وتراكم خبرات وامتداد لرموز هذا الوطن، إذاعة جدة بدأت إرسالها عام 1368، بمعنى إننا نقترب من السبعين عاما من الخبرة، فلك أن تتخيل هذا الحجم من الخبرة والدخول فيها ليس بالأمر اليسير وتترتب عليه عدة عوامل أساسية أبرزها إجادة اللغة العربية وسلامة المخارج الصوتية وقرارة الصوت والتحكم في طبقاته وغيرها من العوامل التأسيسية للمذيع الناجح، ومن جانب آخر فهي منصة انطلاق عرفنا من خلالها رموز الإعلام والأدب والفن، ومن الأسباب الأخرى لاختياري العمل بإذاعة جدة هو تفاؤلي بقيادة معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة، كما أجد إدارة الدكتور عبدالله الشايع محفزة للعمل الجميل بإذاعتنا، وثامر مدفوع من إبداع لإبداع أجمل ولله الحمد بفضل رعاية الأستاذة دلال عزيز ضياء مديرة البرنامج الثاني التي أعتبرها العراب الحقيقي لي، كما أرى أنني محظوظ أكثر لأني أعمل تحت قيادة المخرج القدوة رويشد الصحفي الذي أعجز عن شكره. * هذه النقاط ألا تتوفر في باقي الإذاعات الأخرى؟. - أنا لا أهضم الإذاعات الأخرى حقها، إلا أن رأيي المتواضع أجد أن الإجادة والجودة هي في الإذاعة السعودية التي تعمل على تأصيل خطوة النجم، لهذا أفضّلها على الإعلام التجاري الذي طغى الكسب المادي على أهدافه الأساسية. * تحظى بجماهيرية.. لمن تدين بالفضل في ذلك.. للإعلام.. أم للفن؟. - التوفيق بيد الله.. ثم رضا الوالدين، وعندما يحدد المرء الهدف الذي يريده ويسعى بجد واجتهاد لتحقيقه صدقني سوف يتحقق. أما الفن فهذا إحساس يولد مع الإنسان من وجهة نظري، فالفن يجري في دمي، وحالياً أدرس المقامات والنوتة الموسيقية ولديّ بعض الأبحاث عن الآلات الموسيقية التاريخية والمعاصرة بين الشرق والغرب، هذا بجانب الإعلام ووسائل الاتصال المختلفة، فهما رافدان مكملان لبعضهما. * طرحت فكرة الإنتاج الفني للأصوات الشابة المشاركة في برنامج “نادي الهواة” بالبرنامج الثاني، وتبنّيت تنفيذها على حسابك الخاص إن لم تدعمك الإذاعة.. لماذا؟. - لا تنسى أنني «فنان شاب»وأعي ما ينقص الموهوبين الشباب، وإصراري على تنفيذ إنتاج ألبوم يجمع أعمال نجوم برنامج “نادي الهواة” جاء لأمرين، أولها أن الإذاعة على مدى عمرها الطويل لم تقدم هذه الخطوة رغم وجود الإمكانات، وثانياً إن هذا الألبوم أقل ما يُقدم لنخبة أصوات سعودية قدمناها للساحة إيماناً بمواهبهم، وأتمنى فعلاً أن تتبنّى إذاعتنا دعمهم بتنفيذ فكرة الإنتاج. * أنت.. شاعر وملحن ومطرب ومذيع.. من منهم ثامر العبدالله الحقيقي؟. - «يضحك».. ثم يقول: تخيّل أن يومي مقسّم بين الأربعة، حتى وإن غلبت بعضها على بعض، إلا أن مصبّها واحد. * حدثنا عن أعمالك الغنائية الخاصة.. التلحين والتأليف والغناء.. ما الجديد؟. - منذ أشهر بدأت التحضير لألبومي الأول والذي سيحمل عنوان “حسيت” وهي أغنية من كلمات الشاعر الغنائي عبدالله الأسمري ومن ألحاني ومن المفترض أن يتضمن الألبوم من 10 إلى 14 أغنية ستجمعني بأسماء لامعة ومنهم الملحن الجوكر صالح الشهري. * ألا ترى مجازفة أن تلحن أغنية «الهد» في أول ألبوم لك بوجود ملحنين كبار مثل الشهري؟. - وجود صالح الشهري كملحن في ألبومي داعم مشجّع لي على تحدي نفسي لتقديم لحن قصيدة “حسيت” للشاعر الأسمري، ولقصة هذه الأغنية مواقف حقيقية عايشتها شخصياً، لذا أحببت تلحينها بنفسي. * إذن ربما دخلت الإعلام حتى تصل لنجوم الفن ويسهل التعاون معهم؟. - من يجد الإعلام «سلاح» لتصفيه الحسابات أو وسيلة لكسب ومجاملة نجوم الفن فهو فاشل، وعلى من ظن أنني من هؤلاء أن يعيد النظر أو يقدم ما يثبت صحة ما يتهمني به، ولمن يعتقد أن هذا التعامل تنازلاً فقد انتهى زمن التنازلات والتضحية بموت طلال مدّاح يرحمه الله. * من وجهة نظرك مالذي ينقص المذيع السعودي.. ومالذي ينقص ثامر العبدالله كمذيع بشكل خاص؟. - إذا كان المذيع السعودي هاوياً فينقصه دراسة الإعلام ومواثيقه والممارسة والتدريب، وأما ما ينقص ثامر العبدالله فينقصني الكثير وأنا لازلت في أول الطريق وطموحي لا تسعه الآفاق وأهدافي كثيرة.