اعترض بعض المُعلمين على غلاف كتاب مادة الرياضيات للصف الثاني ابتدائي المزمع تدريسه العام القادم الذي يظهر صورة حمار صغير يطلب اللبن من حمار كبير؟! فقد فسر بعض هؤلاء الصورة على ان المقصود بالحمار الصغير هو الطالب بينما الحمار الكبير يُقصد به المعلم، معتبرين وصفهم بحمار كبير بأنه قمة المهزلة والاستهزاء بهم! لكن الغريب أنني لم أجد في الخبر ما يُشير إلى اعتراض المُعلمين على تصوير الطلاب على شكل حمار صغير وهو ما يعني موافقتهم الضمنية على تصوير طلابهم على أنهم حمير؟! ولقد وجدت صورة الغلاف المصاحبة للخبر غير تقليدية وتميل إلى التحرر من الشكل التقليدي للكتاب المدرسي. ولا أدري لماذا هذه الحساسية التي حملها بعض المعلمين تجاه غلاف الكتاب. وقد يخف غضب هؤلاء إذا ما علموا أن أدباء كبارًا مثل العقاد وطه حسين والحكيم، إضافة إلى كتّاب وصحفيىن وفنانىن معروفىن، كانوا أعضاءً في «جمعية الحمير» في مصر!! وكانت الجمعية، التي اشتهرت بشكل أكبر في فترة الثمانينيات، تُعطي رتبا ودرجات لأعضائها حسب فترة عضويتهم. هذه الرتب كانت تتدرج مثلا، من الجحش إلى الحمار الصغير ثم الحمار الكبير .. أما رئيس جمعية الحمير فيطلق عليه الحمار الأكبر وحصل على هذا اللقب الأخير كل من المؤسس زكي طليمات والفنانة نادية لطفي ووزير الصحة المصري الأسبق محمود محفوظ. إن ترادف كلمة الحمار بالغباء وعدم الفهم هي تهمة ظالمة، فالحمار، على عكس الشائع، يتميز بالذكاء والقدرة على الفهم والاستيعاب السريع. وجدير بالذكر أن الحمار يرمز في أمريكا إلى حزب الديمقراطيين، وهو الحزب الذي يُمثل الأغلبية المطحونة من الشعب الأمريكي. فالحمار هو أكثر الحيوانات تعرضا للإيذاء، والإهانة وكأنه يتحمل كل القهر الذي يعاني منه الإنسان في المجتمعات المتخلفة. ولن أحاول هنا المقارنة بين كل هذه المعاناة وما يعانيه المعلمون من ويلات حتى لا يغضبوا!