قتلت قوات باكستانية 24 متشددا على الاقل بعدما هاجم نحو 150 من مقاتلي طالبان نقطة تفتيش عسكرية في شمال غرب باكستان أمس، وذلك في وقت تؤكد الحكومة فيه أن حملاتها أضعفت الحركة. وتسعى طالبان الباكستانية إلى الاطاحة بالحكومة المدعومة من الولاياتالمتحدة بزعامة رئيس الوزراء الباكستاني آصف علي زرداري الذي يتعرض لضغط لتسليم بعض من سلطاته الرئيسية مثل حل البرلمان وتعيين قادة الجيش. وصرح مسؤول حكومي بأن ضابطا كبيرا في الجيش وأربعة جنود قتلوا أيضا في الهجوم الذي وقع في منطقة أوراكزاي بعد يوم من قتل طائرات باكستانية قرابة 50 شخصا غالبيتهم من المتشددين في غارات على مدرسة ومعهد ديني في المنطقة نفسها. وأصيب في هجوم طالبان 14 جنديا. وشهدت أوراكزاي وهي واحدة من سبع مناطق قبلية باكستانية بالقرب من الحدود الأفغانية تصاعدا في هجمات عسكرية استهدفت في الشهور القليلة الماضية متشددين طردوا من معقل المتشددين في وزيرستان الجنوبية. وشنت القوات الباكستانية هجومين كبيرين العام الماضي على متشددي طالبان في وادي سوات ووزيرستان الجنوبية الواقعة على الجدود الأفغانية. وقالت إسلام أباد إن الهجومين نجحا في تشتيت المتشددين الذين تربطهم صلات بالقاعدة. لكن وعلى الرغم من تقهقر الحركة فإنها ردت بتفجيرات قتل فيها المئات مما دفع القوات إلى تعزيز الهجمات في مناطق أخرى بشمال غرب باكستان حيث يعتقد أن المتشددين لجأوا إليها بعد الهجمات. وفي أحدث هجوم للحركة داهم ما يصل إلى 150 من مقاتلي طالبان نقطة تفتيش أمنية قبل الفجر في أوراكزاي. وقال خايستا رحمن المسؤول في الحكومة "هاجموا من ثلاثة اتجاهات واستمر الهجوم ثلاث ساعات قتل خلالها ضابط برتبة ليفتنانت كولونيل وأربعة مسؤولين أمنيين غيره." وأضاف أن "قوات الأمن شنت هجوما مضادا قتل فيه 24 متشددا." وأكد مسؤول أمني طلب عدم الإفصاح عن اسمه الهجوم لكنه قال إن ما يصل إلى 30 متشددا ربما يكونون قد قتلوا أيضا. وقصفت طائرات هليكوبتر عسكرية تابعة للجيش الباكستاني في وقت لاحق مخابيء يشتبه بأنها لمتشددين في أوراكزاي التي تعتبر معقلا للمتشددين التابعين لحكيم الله محسود زعيم طالبان الباكستانية والذي يعتقد على نطاق واسع أنه قتل في هجوم طائرة أمريكية بدون طيار في يناير. ولم يعرف على الفور ما إذا كانت هناك إصابات في الغارات الجوية. ويعتبر شن باكستان هجمات على متشددين على طول الحدود مع أفغانستان مهما بالنسبة لجهود الولاياتالمتحدة لاحلال الاستقرار في أفغانستان خاصة بينما ترسل واشنطن المزيد من القوات إلى هناك لقتال تمرد طالبان قبل انسحاب تدريجي للقوات الامريكية يبدأ عام 2011 .