كثير من الناس تلهيهم متاعب الحياة وملذاتها عن متابعة ما هو مهم في وطننا العزيز من سمعة ونهضة وحضارة وتاريخ، ولاشك ان القيم الإنسانية التى أوصى بها ديننا الحنيف هذّبت أخلاقنا الى درجة كبيرة ، ولعلي لم يخطر في بالي أنّ اكتب مثل هذه المواضيع الإنسانية التي تعوّدنا ذكرها بدون أن نستدرك معانيها، تلك المواضيع التي تختص بقيمنا وبمدى رحمتنا للبشر, فنطلب الرحمة من رب العباد ولكننا لا نكترث لأمرها ولا نوفى حقها في تعاملاتنا مع خلق الله وأخص بذكري عاملي النظافة في شوارعنا «الموقرة» هؤلاء من هم بحاجة لرحمتنا وشفقتنا وتقديرنا لهم. ما بالك عزيزي القارئ بالطبقة التي تشقى لراحتك وبظروف قاهرة في سبيل مبلغ لا يكفي قوت نصف الشهر، فلا تدرك معاناتهم في ظل تحصيل ما هو كفيل لاستمرار حياتهم التي تكاد تخلو من أي ترفيه أو متعة حقيقية كإنسان حي على وجه الكون, تركوا حياتهم في مواطنهم الأصلية وكل ما هو جدير بأن لا يتركوه ,فظروف حياتهم حتمت عليهم ذلك . وبعد ذلك نشتمهم ونعاملهم كأنهم هم القذارة ولا نبالي بمشاعرهم وندرك أنّهم أناس لهم كرامة وذوو عقل وجسد ودم وقلب وإحساس!!! ذلك التأثير يترتب عليه نوع من الأنانية والاستهتار يوصلنا لدرجة انتهاك حقوقهم وعدم الاكتراث لهم كمخلوقات بشرية من صنع رب العباد.