فيما اختتم أمس الأول حفل جائزة شاعر مكة بتسليم الجوائز للفائزين بها (جائزة الشعر مناصفة بين مسعود حامد وياسر أنور، وجائزة نقد الشعر للدكتور يوسف نوفل)، شهد يوم أمس أيضاً جلستين ضمن فعاليات «ندوة المدينة فى الشعر العربي»، شارك فيها نقاد وشعراء من المملكة ومصر والأردن ومنهم الدكتور عالي القرشي الذي قدم قراءة فى نصوص شعراء المدينة المعاصرين حول شخصية المدينة الشعرية وتجلياتها وتشكيلها. وكان الباحثون المشاركون في الندوة فى يومها الأول قد اختلفوا حول موقف النقاد القدامى من شعر حسان بن ثابت بعد الإسلام ومدى تشابهه مع ما كتبه في الجاهلية، خاصة ان أكثر النقاد كان يتحدث عن بيت شعري واحد أو جملة طُرحت في القصيدة بخلاف المناهج النقدية الحديثة، وأثار الدكتور عثمان موافي أستاذ الأدب بكلية الآداب جامعة الأسكندرية قضايا نقدية خلال ورقته البحثية التى ألقاها خلال الندوة حول «الموقف النقدي من شعر حسان بن ثابت». وأرجع الدكتور عبدالله التطاوي التحول في شعر حسان بن ثابت بأنه كان من منطلق قضية الالتزام على المستوي الديني والمعرفي واستخدامه مادة معجمية لم تكن مطروحة في الجيل الأول من حياته في الجاهلية. ومن ضمن البحوث والندوات التي أقيمت، قدم الدكتور عاصم حمدان بحثاً عن مدرسة الشعر الملحمي والوطني. واتفق باحثون في الجلسة البحثية الأولى للاحتفالية مع مطالبة الدكتور أحمد درويش أستاذ النقد بجامعة الأزهر بإعادة فرز ما كُتب في مدح النبي لإحياء الجيد منه واستبعاد المقصر على يقين بإخلاله، بعد تغير الفنون الأدبية بعد الإسلام وتحول الفخر الجاهلي بهجرة النبي إلى مدح في خصائل الرسول، وضرب مثالاً بشاعر الرسول حسان بعد أن كان شاعر الفخر وتحول إلى شاعر يمدح فضائل النبي، وطالب البعض بتحديث أساليب نقد الشعر النبوي. ووصف الناقد المصري أحمد درويش مصطلح أشعار مدح النبي بالعبقرية وقال: من الملاحظات العامة حول أشعارالمديح في الشعر عبقرية المصطلح لأن من الطبيعي أن ما يقال بعد الرحيل “رثاء” ولكن مدح الرسول بعد وفاته اُعتبر دليلاً على استمرارية تأثيره في الحياة حتى يمدح بيننا دائماً، وطالب درويش بإعادة تصنيف ما قيل في وصف الرسول.