بالأمس القريب غابت عنّا دكتورة سوزان للأبد.. وبكاها الجميع بعد أن عانت من مرض لم يمهلها إلاّ شهور قليلة.. عرفتها كأستاذة وكزميلة يشهد الجميع بدماثة أخلاقها وحبّها للخير، فهي ابنة أستاذتنا الفاضلة د.سميرة جمجوم، كلنا أحببنا الأم والبنت.. كلنا احترمنا تلك البنت البارة بأمها.. أحببنا خفة دمها، صراحتها، إخلاصها في عملها. أحببنا سوزان الإنسانة، والأخت، والزميلة، والأستاذة. سوزان أستاذ مشارك بقسم الكيمياء بكلية العلوم كانت مشرفة على القسم، ووكيلة لكلية العلوم، وعملت بكثير من اللجان في الجامعة، ولها مساهمات اجتماعية متعددة. عندما يغيّب الموت أستاذة شابة من قاعات الدرس، من مشاهدة طالباتها، ومن التجوال في أروقة الجامعة، ومن تاريخ غير قصير بخدمة الجامعة، ماذا نفعل لكي نكرمها!! ماذا تريدي منا ياسوزان؟ طالباتها كيف سيحافظن على أيامها حيّة أمام أعينهم.. أن يكن خير خلف لخير سلف، وأن يعرضن ما قدمته لهن من علم في كل مناسبة رسمية، ويحاولن أن يحتفظن لها بمحاضراتها، ويقدمنها للدفعات القادمة، ويتذكرنها قدوة حسنة لهن، ويرددن دائمًا ما كانت تنصحهن به. صديقاتها وزميلاتها ماذا سيقدمن لإحياء ذكراها.. أن تبقى في قلوبهن، وفي دعواتهن، وأن ينتهزن المناسبات العامة للإشادة بها. جامعتها، وكليتها، وقسمها.. أن نجد معملاً أو قاعة، أو مكتبة كانت تتردد عليها دائمة، ونطلق اسمها عليها.. أولادها وبناتها.. أن يكرموا والدتها (جدتهم)، ويبروها؛ لأن البر مازال قائمًا بها، ويجعلوها في دعائهم صباحًا ومساءً.. وأن يجتهدوا في حياتهم العملية، ويحققوا حلم أمهم بهم لنراهم في الأماكن التي كانت تتمنّى أن يصلوا إليها. أخوتها وأهلها كما أحبّتهم سيحبوها، وسيخلصوا لذكراها.. وربما أطلقوا لها جائزة باسمها سنويًّا تتبنى نشر الثقافة والإنتاج العلمي، أو تكريم المتفوقين في مجال هي أحبته، أو يتبنوا كرسيًّا علميًّا باسمها؛ ليبقى اسم سوزان حاضرًا ما حيينا. رحمك الله ياأم عمر، وأدخلك فسيح جناته، وأنزل الصبر والسكينة والسلوان على أمك العظيمة، وأهلك الكرام.