قال الضَمِير المُتَكَلِّم : (أعلنت وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عن وظائف بالمرتبة السادسة بمسميات « إمام ، وخطيب ، ومؤذن» في عدد من مناطق المملكة ؛ على أن تتوفر بالمتقدمين لهذه الوظائف الشروط التالية : أن يكون حاصلاً على شهادة جامعية شرعية ، وحافظاً لأجزاء من القرآن الكريم ، وأن يكون حسن السيرة والسلوك ، وأن يتفرغ لهذا العمل ؛ على أن يجتاز دورة متخصصة في معهد الأئمة والدعاة) !! تصوروا لو كان هذا الإعلان حقيقة وليس حُلماً عابراً ؛ فكم من الوظائف سوف يوفرها لشباب سعودي مؤهل عاطل عن العمل ؟! أذكر أني قرأت قبل أشهر تصريحاً للدكتور توفيق السديري وكيل وزارة الشئون الإسلامية لشئون المساجد أكد فيه أن تحت مظلة الوزارة أكثر من ( 73 ألف مسجد ) ؛ وأن العدد يزداد سنوياً بمعدل ( 4% ) ، وطبعاً كل مسجد له إمام ومؤذن ؛ وبالتالي فهناك أكثر من ( 140 ألف وظيفة ) ؛ إضافة إلى وظائف ( الخطباء المفرغين للخطابة فقط ) سوف تَفَتَح باب رزق جميل للعاطلين المؤهلين !! أعرف أن الوزارة تؤكد بأن هذه الأعمال مبنية على الاحتساب فلا يجوز أن تكون مدفوعة الثمن أو براتب ؛ ولكنّ هذا رأي من آراءٍ فقهية بعضها يُجيز المكافأة لهذه المهن الشرعية ؛ فلماذا نتجاهل الأقوال المعتدلة ونتمسك بالمتشددة ؟!! ثم لِنَكُن واقعيين بعيداً عن المثالية المصطنعة والشعارات المعلنة ؛ فلو أن الوزارة ألغت المكافأة المدفوعة المقطوعة لمن يمارسون هذه الأعمال الآن من القضاة وأعضاء هيئة التدريس والمدرسين والموظفين ؛ فهل سيستمرون في الالتزام بها ؟! أعتقد - والعلم عند الله - أنهم لن يصبروا عليها ، وسيتخلون عنها ويُعْلِنُونها للتقبيل خلال أيام إلا مَن رَحِم ربي !! يا جماعة الرّبْع تحويل الإمامة والخطابة والأذان لوظائف رسمية بشروط فاحِصَة سوف يسدّ جُوع المؤهلين من العاطلين ؛ ويضمن إبعاد الأئمة والخطباء المُؤَدْلَجِيْن فكريا الذين يستغلون المنابر في بثَ أفكارهم ؛ فهل نحن فاعلون ؟! أم نبقى أسرى لأنظمة وتشريعات بعضها يسمح للغني أن يزداد غِنَى بأموال الفقراء بها أولى !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .