حقاً عندما يموت الأمل , وتنقطع سُبل الرجاء , كشح المطر أحياناً , لتصبح الأقلام خاوية على عروشها, والتي تحاور الإنسانية الفضه , عندها ستعرف ملياً بأن الرجاء الحقيقي لايستحقه سوى الخالق سبحانه , ومن هذه الزاوية سنطلق العنان صوب الايجابية , والسلام الداخلي للعاطلين عن العمل , وبث فيهم روح الأمل والتفاؤل إزاء ماألم بهم من تضحيات للفراغ نتيجة للبطالة , ولعدم توفر مقاعد وظيفية لهم ..السلام الداخلي هو الشعور الجميل الذي يرضيك به المولى سبحانه – السلام الداخلي هو أن تستسلم للوقائع والأحداث , والأزمات , لخالقك جل في علاه , فهو المدبر للأمور , والحكيم العليم فعلى سبيل المثال عندما تنادي أقلامنا في الكتابة حول قضية شائكة كالبطالة مثلاً,عن طريق تجسيد مشكلاتها , والسبيل الى علاجها , ينتابك شعور بأن هذا النداء لايدوم طويلاً , بل يمتد لمسافات طوالا من دون أن يُسمع صداه , بالطبع هذه الدلائل توحي لنا بعدم المبالاة والتعسف أحياناً تجاه معظم قضايا ومشاكل الشباب ,إذاً سننادي بصوت مختلف , ليصل صداه للعاطلين بدلاً من أصحاب القرار والشأن ,أخي العاطل عن العمل , أنت لست عاطلاً بكيانك وبقدراتك , وإنما ضعف إيجاد التدابير اللازمة لخلق فرصة وظيفية للشباب , أدى بك أن تكون أسيراً لمثل هذه الأقاويل , عليك أن تبرمج ذاتك على إستراتجية « السلام الداخلي « في ذاتك بما تحويه من مفاهيم ودلائل , تقودك الى بر الأمان , لاتشطح كثيراً في الطلب والإلحاح من بشر واهن العزم , وإنما تطلب الجزاء الحسن من الخالق سبحانه , فهو المدبر للأمور , تذكر ملياً هذه الآية الكريمة التي تقول) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ( . 186 البقرة . نحن بحاجة الى تقوية جسور الترابط الإيماني مع خالقنا , فهو المسير للأمور , وفارج للكروبات ,إذاً فالدعاء عبادة ! جانب آخر تحطيم الذات نتيجة الفراغ واليأس الذي تخلفه البطالة , سيجلب لك ثمار بائسة لاتعود عليك بالنفع , فكر ملياً - خطط - نظم وقتك – عندها ستجد أن الوظيفة تبحث عنك وسترى أيضاً أبواب النجاح والتفاؤل مفتوحة أمام عينيك , عليك بالسعي قدماً تجاه أهدافك المستقبلية , فلا عيب في ذلك إذا كنت تحمل شهادة جامعية , وبالمقابل تعمل في حلقة الخضار مثلاً , تذكر بأن مسيرة الألف ميل , تبدءا بخطوة واحدة , فرضى الوالدين أحد الأسباب الجالبة للرزق- اقتل الفراغ ! إملاءه بما يعود عليك بالنفع , كن متفائلاً , طموحاً فالحياة لاتستحق كل هذا العناء !؟ عندها سترى النور قريباً بإذن الله . والله المستعان ,,, فيصل سعيد العروي - المدينة المنورة