هذا النص لسعيد العواجي يتوخى تغليب لحظة التفاؤل على سواد المصير، وحتمية النهاية، فيجعل المعرفة اليقينية بذلك مجالاً للتفاؤل، إذ يخترق من المسار الوجود لحظة تنفرج فيه الخطوة وتتناسى ألم الفجائع. لنأخذ من بدء النص قوله: ماذا سيحدثُ لو فتحتَ الآن نافذة الصباحْ؟!! وتَفَتَّحتْ عيناك مرةْ ونظرتَ من كهفِ الحياةِ مع الرياحْ وتلامستْ بالورد نظرةْ خذ ما أردتَ من النعيم ولا تقلْ: هذا نواحْ فالشاعر زاوج بين فتح النافذة وفتح العين؛ كأن ذلك العالم والمسار كان محجوبًا عن العين، وكأنها تنفتح عليه لأول مرة، كأنه يريد أن يختزل هذه المرة من وجود الإنسان؛ لتتكشف له لحظة جديدة يرى الوجود فيها جديدًا؛ فيرى صوت الريح في هيئة جديدة، يسوغ معها أن يطلب الشاعر من المتأمل ألا يطلق عليه (نواح)، بعد أن تلبس ذلك بسياق النعيم. لكن الشاعر لا يجعل ذلك يتم ببساطة، فيقيم من حركة الوجود الكوني مجالاً للإقناع؛ لأنه في سياق انقلاب في الرؤية ينشد منه التفاؤل والتغني بالتئام الجراح ليقول في نهاية النص: أرأيت إن أنهيتَ معركة البحارِ مع الفضاءْ؟!! ستعود من حيث ابتدأتَ،، من النهارْ من كهفكَ المخبوء فيكَ مع الغبارْ من وردةٍ طربتْ بعينٍ قد أطَلَّت عند نافذة الصباح وهكذا يلعب النص على الحركة الدائرية لتؤول وردة الصباح في أول النص إلى وردة تطرب لمساق جديد في مسار الحياة بنظرة التفاؤل التي لا تخفي ألمًا تغالبه.