ذكرت الشرق الأوسط (22 ديسمبر الماضي) أن عدداً من المشاركين في اجتماعات الدورة الخامسة للملتقى الأفريقي (للحكومات المحلية والمجالس البلدية) أكدوا أن: (أفريقيا ليست فقيرة، بل تم تفقيرها). تذكرت حينها أن: (جدة عروس لم تكن عجوزا، بل تم تعجيزها)، وأنها (ليست قبيحة، بل تم تقبيحها). أما من فعل هذه الأفعال الشنعاء، فخبر لا زال مجهولاً، أي سيظل مبتدأ في جملة ناقصة يؤمل أن تُستكمل بعد أن يعلم القاصي والداني نتائج الأعمال الجليلة والمهام الكبيرة التي قامت بها لجنة تقصي الحقائق برئاسة سمو أمير المنطقة خالد الفيصل. وكنت أحلم أن يتقدم المذنبون في حق جدة، وأهل جدة، ومكانة جدة، وتاريخ جدة إلى منصة الاعتراف أمام المجتمع مقرّين بما اقترفوه في حق العجوز القبيحة، ومعترفين بأن مصالحهم الشخصية الضيقة كانت أهمّ بكثير من رقيّ جدة ونهضتها أو حتى المحافظة على مكتسباتها. لكن (اللي استحوا ماتوا) و (اللي اختشوا تبخروا). هؤلاء لن يأتوا، ولكن سيُؤتى بهم، ولن يزعموا إلّا أنهم قدموا أفضل ما لديهم لتكون جدة في المقدمة دائماً. نعم في المقدمة على طريقة (جينيس) للأرقام القياسية والحالات النادرة جداً جداً. جدة أصبحت بفضل هؤلاء وجهودهم العظيمة: • حاضنة لأكبر بحيرة صرف صحي في العالم، بل هي الوحيدة في العالم، يصبّ فيها يومياً فضلات 3 ملايين من البشر. • خالية من أي نظام فعال لتصريف السيول، لذا يموت عشرات أو مئات عندما يضربها السيل بعد أمطار لا تستمر سوى ساعات معدودة. • مملوكة أراضيها وأراضي ضواحيها وأراضي وديانها وشعابها وسواحلها (بالكامل) لأصحاب الحظوظ الكبيرة والأسماء اللامعة. • شواطئها مغلقة بنسبة 99% لمتعة أفراد معدودين على عكس كل دول العالم حتى الدكتاتورية منها والشيوعية والاستبدادية والظلامية. • كثير من مدارسها مستأجرة لأنه لا مواقع متوفرة للبناء عليها، فكلها ضاعت في زحمة المنح المليونية المشار إليها أعلاه. ومع كل ذلك، فالذّنب لا يُنسى، والدّيان لا يموت، والسّاعة آتية والحساب واقع لا محالة. [email protected]