مِنْ أقاصي جسدي عُدْتُ.. فهل تذكرني روحُ الزُقَاقْ؟! هل بِوِسْعِ الرَملِ أنْ يشتمَّ أقدامي لِتصحو خطوتي الأولى على قارعة العُمْرِ وتنسلَّ من الغيبِ (ثلاثوني) العِتَاقْ عَلّني أعرفُ أين اختبأَتْ أعواميَ البِكْرُ غداةَ انفرطَتْ مسبحةُ العُمْرِ وضاعت خَرَزَاتُ الاتِّسَاقْ وأرى كيفَ استقالَتْ حارتي من خُضرة الروحِ وكيف انسلَخَ العنوانُ من لحمي غداةَ انتَصَرَ الدهرُ على قلبي انتصارًا لا يُطَاقْ هاهُنا العُمْرُ تقاويمُ غبارٍ لم يزلْ يكتبُها الدهرُ لِكَيْ تسحقَها ممحاتُهُ / الريحُ .. فما يبقىَ من الأيَّامِ غير الانْسِحَاقْ عدتُ في سَاقَيْنِ مملوءَيْنِ مَسْخًا.. فَمِنَ الإسمنتِ ساقٌ ومن الإسفلتِ سَاقْ أقتفي خيطًا من الأصداءِ يمتدُّ إلى صرختيَ الأُولىَ نحيلاً كالفِرَاقْ سَبَقَتْني حسرتي فانفرجَ الدربُ.. وأطلقتُ حنيني في السِبَاقْ وتلقَّتْني البيوتاتُ توابيتَ مُسَجَّاةً على الأرضِ وفي أسوارِها تنبضُ أرواحُ الوصايا.. كيف لي أن أتهجَّى الحجرَ المسكونَ بالمعنى وأن أقرأَ في الطينِ أحاديثَ الرِّفَاقْ!! آهِ ما أبعدَ ما سافرتُ في الفولاذِ !! سافرتُ إلى آخِرِ وديانِ المُحَاقْ