رعى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة أمس حفل افتتاح ندوة “التعليم العالي للفتاة.. الأبعاد والتطلعات” والتي تحتضنها جامعة طيبة، وتستمر فعاليتها لمدة ثلاثة أيام وتضم ثماني جلسات علمية ومحاضرات وورش عمل متخصصة بمشاركة ستة وخمسين باحثاً وباحثه من داخل المملكة وخارجها، وذلك بفندق المدينة المريديان. وكان في استقبال سمو أمير منطقة المدينةالمنورة لدى وصوله مقر الحفل معالي مدير جامعة طيبة الأستاذ الدكتور منصور بن محمد النزهة ووكلاء الجامعة وعمداء الكليات وعدد من المسؤولين، وفور وصول سموه قام بافتتاح المعرض المتخصص المصاحب للندوة وتجول في أنحائه واستمع سموه لشرح مفصل حول ما يقدمه من خدمات ومعلومات للعديد من القطاعات التعليمية والتربوية. وبدأ الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بالقرآن الكريم، ثم ألقى الأستاذ الدكتور إبراهيم المحيسن وكيل جامعة طيبة للفروع ورئيس اللجنة المنظمة للندوة كلمة رحب فيها براعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد، مشيرًا إلى أن الهدف الرئيس للندوة إبراز أهمية التعليم العالي للفتاة بكافة أبعاده بعد أن حظيت الندوة بموافقة سامية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- ودعم من معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري. وأضاف المحيسن إنه يشارك في الندوة متحدثون رئيسيون من داخل المملكة وخارجها تم اختيارهم بعناية فائقة لطرح رؤى وأفكار تسهم في تحديد معالم التعليم العالي للفتاة في المملكة، بالإضافة إلى البحوث العلمية التي قبلت للنشر والعرض، كما تقدم لهذه الندوة ما يزيد عن مائة مشاركة بحثية وبعد فحصها وتحكيمها، تم اعتماد تسعة وعشرين بحثًا علميًّا وشارك في الأبحاث المقدمة باحثون وباحثات من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدةالأمريكية وكندا ومصر والجزائر وفلسطين وباكستان، مشيرًا إلى أن التعامل مع الباحثين واستقبال أوراقهم البحثية كان الكترونيًّا ممّا أسهم في سرعة ودقة التعامل معها، موضحًا أن الندوة يصاحبها معرض متخصص في موضوع الندوة. وفي ختام كلمته شكر المحيسن سمو أمير منطقة المدينةالمنورة لرعايته حفل افتتاح الندوة وسمو الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد آل سعود مديرة جامعة الأميرة نوره بنت عبدالرحمن رئيسة اللجنة الاستشارية للندوة وجميع المشاركين في فعاليتها. ثم ألقى معالي مدير جامعة طيبة الأستاذ الدكتور منصور بن محمد النزهة كلمة شكر فيها سمو أمير منطقة المدينةالمنورة على رعايته لهذا الاحتفال، مؤكدًا اهتمام سموه بمواصلة مسيرة الملك عبدالعزيز وأبنائه البررة رعايتهم لتعليم الفتاة حتى أصبحت المملكة تضم الآلاف من المدارس للبنات لمراحل التعليم العام، والتوسع في التعليم العالي حتى أصبح في المملكة 102 كلية بنات، منوّهًا بصدور الأمر السامي الكريم بضم جميع كليات البنات تحت مظلة وزارة التعليم العالي قبل ثلاث سنوات بهدف تطويرها وإعادة هيكلتها. وأوضح معاليه أن هذا المنعطف التاريخي للتعليم العالي للفتاة يحتاج إلى رسم الخطط والرؤي المستقبلية للتعليم العالي للفتاة في المملكة، مبينًا معاليه أن هذه الندوة تعد مشاركة متواضعة من جامعة طيبة في هذا الاتجاه وبمشاركة من خبرات محلية وعالمية، كما أن ما سيتم مناقشته في جلسات الندوة من بحوث وآراء وتوصيات سيلقى اهتمامًا من قبل إدارة الجامعة، وسترفع لوزارة التعليم العالي تمهيدًا لعرضها على المقام السامي وإقرارها. وفي ختام كلمته شكر معاليه سمو أمير منطقة المدينةالمنورة لرعايته حفل افتتاح الندوة، وسمو الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد آل سعود رئيس اللجنة الاستشارية وكل من ساهم في فعاليات الندوة. ثم ألقت سمو الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد آل سعود رئيسة جامعة الأميرة نوره بنت عبدالرحمن ورئيسة اللجنة الاستشارية للندوة كلمة نوهت فيها على حسن اختيار موضوع الندوة ومحاورها العشرة، مشيرة إلى أن الاستمرار في تقديم الخدمات التعليمية للفتاة يقتضي وقفة تأمل في آفاق هذه المسيرة، والتطلع لمستقبلها برؤية شمولية وبصيرة ثاقبة، وهو ما تناوله الباحثون والباحثات المشاركون بأبحاثهم وأوراق العمل في محاور الندوة. وأضافت الجوهرة إن الوقت الحالي يشهد تحديات قوية متجددة ممّا يتوجب الوقوف خلف القيادة الرشيدة من أجل نقلة نوعية في تعليم المرأة، ممّا يفتح آفاقًا جديدة وتعمل على تحقيق النجاح المؤزر. وأكدت الأميرة الجوهرة أنه يقع على عاتق الجميع مسؤولية كبرى تتمثل في العمل على أن تكون المؤسسات التعليمية على كافة المستويات في طليعة المؤسسات التعليمية المحلية والإقليمية والدولية، وأضافت “لقد حققنا الكثير وبقي الكثير الذي لم يتحقق بعد، وسنتعاون جميعًا للعمل على تحقيقه -بإذن الله- من أجل الإبداع والتفوق”، آملة سموها في الوقت ذاته أن تسهم نتائج الأبحاث المقدمة في المساهمة في التخطيط المستقبلي المرن لتعليم الفتاة في المملكة على أسس منهجية موضوعية تأخذ الواقع في الاعتبار بكل أبعاده ومظاهره وأهدافه بما يحقق طموحات وتطلعات خادم الحرمين الشريفين، ويلبي احتياجات المجتمع في ضوء تعاليم الدين الإسلامي والسنة النبوية والعادات والتقاليد. ثم قدمت العالمة السعودية بجامعة هارفارد الدكتورة حياة بنت سليمان سندي كلمة شكرت فيها سمو أمير منطقة المدينةالمنورة على رعايته لهذه الفعاليات التي ستسهم في تطوير تعليم المرأة، كما عبّرت عن شكرها وتقديرها لمعالي مدير جامعة طيبة الأستاذ الدكتور منصور بن محمد النزهة على ما قدم من دعم لإنجاح هذه الندوة. وتحدثت الدكتورة حياة عن سيرتها الذاتية وحياتها العلمية منذ أن كانت طالبة في المرحلة الابتدائية وحتى أصبحت من أفضل خمسة عشر عالمًا ممّن اختارتهم إحدى المنظمات غير الربحية القادرين على تغيير العالم في عام 2009م، وأكدت على ان اهتمامها بدينها وتمثلها لوطنها كان الدافع الأبرز في نجاحها، ولم يمثل الحجاب عائقًا أمام تعليمها رغم ما واجهته من انتقادات تتمثل في أن العوائق الاجتماعية والدينية ستسهم في عدم نجاحها، ولكنها أثبتت قدرة الفتاة السعودية على التفوق والنجاح وهذا ما تحقق ولله الحمد. وقالت على الفتاة أن تثق بنفسها وتقدم لوطنها ودينها ما تستطيع القيام به وأن تبرز طاقاتها الكامنة بما يتوافق ما تعاليم الإسلامي السمح. عقب ذلك كرم أمير منطقة المدينةالمنورة المشاركين والباحثين والمتحدثين وعددًا من الجهات الداعمة.