رغم أنه لم يمر من حكم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلاّ أربع سنوات، وستة أشهر، وأيام معدودة، إلاّ أن إنجازاته كملك تفوق بكثير هذه السنوات، من حيث الإنجازات، والمواقف، والقرارات، وحصد الكثير من الجوائز في مجالات متعددة، وعلى رأسها حسن إدارة الحكم، وتصريف الأمور، والعمل الإنساني، ولم الشمل، والتجاوز عن الإساءات، وخدمة القضايا السياسية المعاصرة. فهو قد جمع بين السياسة والقيادة، وحسن اتخاذ القرار، والصفح والتجاوز عن الإساءات، مع الحزم عندما تحتاج الأمور لذلك.. خاصة إذا كان الأمر يتعلّق بدين، أو وطن، وأرواح، ومصالح مواطنين أو وافدين. وفي هذه العجالة أذكر بعض إنجازات وقرارات هذا الملك الحكيم من أجل الدلالة فقط: فقد أطلق الحوار الوطني، وأسس له، وأقام جامعة الملك عبدالله العالمية للعلوم والتقنية، وجعل في كل منطقة من مناطق المملكة ومحافظاتها جامعة خاصة بها تشتمل على أحدث العلوم، وأمر بإرسال ما يزيد على الأربعين ألف طالب وطالبة لتلقى العلوم في تخصصات دقيقة مختلفة تحتاج إليها البلاد، وترقى بنا إلى مصاف العالم الأولى، كذلك تبنّيه لحوار أتباع الأديان، ولقاء بابا الفاتيكان، كذلك زياراته المتتالية لمناطق المملكة الثلاث عشرة من أجل التفقد، والتطوير، وتوزيع الثروة. ثم هذه الشهادات التي حصدها هذا الملك لشخصه ولبلاده من كل أنحاء العالم في حسن إدارة الحكم والبلاد، وفي المجال الإنساني، وخدمة البشرية، ومحاربة الفقر، وخدمة الإسلام، والإنجاز الوطني الأرفع، وجائزة مجلة فوربس العالمية الشهيرة، والتي جعلته الأول عربيًّا وإسلاميًّا، والتاسع عالميًّا من حيث التأثير العالمي من بين 67 شخصية عالمية مؤثرة في العالم. إضافة إلى الكثير من الشهادة والإشادات الأخرى من رؤساء العالم، والتي أشاروا فيها إلى حكمته، ومواقفه، والذين ذكر البعض منهم “أنهم حضروا إلى المملكة للأخذ من حكمة خادم الحرمين الشرفين ومشاورته في كثير من الأمور التي تهم العالم”. كذلك ارتقى باقتصاد البلاد حتى أصبحت بلادنا من الدول العشرين المؤثرة في القرار الاقتصادي العالمي. إضافة لقراراته بمحاربة الإرهابيين والقضاء عليهم، وتجفيف مصادر تمويلهم ودعمهم، وقراره بالقضاء على كل مَن يريد المس بشبر من أرض بلادنا بعد ما حصل من أولئك المتسللين من حدودنا الجنوبية، وما واجههم به جنودنا البواسل حتّى عادوا إلى جحورهم، وطهرت حدودنا وأرضنا منهم، ولازال التصدّي لهم قائمًا حتّى النصر المؤزر، أو الشهادة. كذلك قراره الحرب على الفساد والمفسدين، وما أمر به من تشكيل لجنة تقصّي الحقائق، وكشف أسباب ما حصل من كارثة في محافظة جدة بسبب السيول والأمطار، وذلك لكشف الخلل والمتسببين فيه لإصلاح الخلل، ومحاسبة المقصر كائنًا مَن كان. في نهاية هذا المقال لا يسعني إلاّ القول إن هذه البلاد أرضًا وشعبًَا في خير، وإلى خير.. والقادم أكبر وأفضل ما دمنا نتمسك بهذا الدّين الحنيف، وهذه اللُّحمة الوطنية، وهذا القائد والملك الحكيم.. والله المستعان. [email protected] فاكس : 6292368 / 02