أصبح اعتداء الطلاب على المعلمين شائعاً. لم يعد للمعلم تلك الحيثية التي كان يتمتع بها، حتى الآباء يسهمون بنصيب في التقليل من هذه الحيثية، حين يذهب الأب إلى المدرسة ليعاقب معلماً ضرباً بالركب لاستعماله المسطرة مع ابنه، لم يكن ضرباً مبرحاً، ولم تترك المسطرة أثراً على يد الابن وسوف ينسى الابن ذلك سريعاً ولكن ركبة الأب سوف تبقى لتعبر عن سوء العلاقة بين المدرسة والمعلم وتظهر الفوارق بين الأجيال.. كان الآباء الذين يستعصي عليهم تربية أولادهم يأتون إلى المدرسة يناشدونها المساعدة في التربية، كان الابن يوضع في “الفلكة” أمام الأب أو الأم وهما يرددان العبارة الشهيرة، لكم اللحم ولنا العظم. لا نريد لتلك الصورة أن تتكرر ولا نروّج لها، لكننا نريد أن تبقى ذات المعلم مصونة. إن حكماً بجلد معلم في فناء مدرسته أمام زملائه وتلامذته، لا يؤذي المعلم وحده بل يؤذي المعلمين جميعاً والمجتمع أيضاً.