أينما تفتّحت عين الناظر إلى الطبيعة في محاضنها البكر، سيقف طويلاً في معرض التأمل والنظر، فثمة جبال شاهقة، وأودية جارية، وخضرة مونقة.. والطبيعة قد عقدت بين السماء والأرض بميثاق الجمال وهيّأت المشهد للكائنات جميعًا كي تؤدي أدوارها على مسرح الحياة.. ليس في التعميم ما يرضي الخاطر، لكن في التخصيص اطمئنان لهذه الحقيقة المنظورة بالتحديد في منطقة حائل بجبالها الشاهقة ومرتفعاتها التي تمد يدًا للسحاب.. غيم يظلل السماء، وخضرة تكسو الأرض.. وتناغم منسجم في لوحة تأخذ البصر بجمالها.. فلن كان حظها الإنساان العادي منها التأمل فإن حظ الفنان أبعد شأوًا، فهذه المنطقة ملهمة لريشة الرسم، ومحفزة لكاميرا التصوير لمتاح من جمالها.. من هنا أخذ المصوّر الفوتوغرافي عادل الهلال ضوء إبداعه، مستصحبًا كاميراته، صاعدًا أعلى الجبال أو نازلاً في جوف الوديان، متخيرًا كل جميل من المناظر، فإذا صوره المأخوذة تعكس شغفًا بالطبيعة، يغرف من معين الباحة ويضع ما يجلبه من جمال مصور في المعارض التي شارك بها أو في موقعه الخاص على الشبكة العنكبوتية.. خطوات نحو الاحتراف يقول “الهلال” عن بدايته مع فن التصوير: بدايتي مع فن التصوير كانت عندما التقطت أول صورة وهي لمنظر ليلي سنة 2000م بمدينة الطائف محاولة مني لما كنت أشاهده لأعمال أشهر المصورين في ذلك الوقت؛ ولكن لم استطيع الوصول لمبتغائي وهو صورة ثابته وحادة، حيث لم أكن أعلم أن أولئك المصورين يستخدمون الحامل الثلاثي، ولكن قرأت عن فن التصوير، وأحببت أن أكون فنّانًا محترفًا موقنًا أن الهواية هي أساس البداية لكل هاوٍ وفنان مع حب التجريب، ومن هذا الباب أحاول الوصول إلى مستوى عالٍ من الإتقان والقدرة على إجادة التصوير باحترافية عالية. ويمضي الهلال في حديثه مضيفًا: كان لوالدي دور كبير في حبي للتصوير، حيث كان يقوم بتوفير الكاميرات لي منذ الصغر مما مكنني من الاستمرار في هوايتي، كما أن زوجتي أيضا لها الدور في دعم مسيرتي الفنية.. صعوبات وطرق وعرة وينتقل الهلال بالحديث إلى الصعوبات التي واجهته في تصوير الطبيعة الباحة وأعماله التي أنجزها ومدى تقبل الناس لها قائلاً: لقد واجهتني الكثير من الصعوبات في بعض الأماكن بسبب وعورة الطريق أو لتعثر الوصول إلى تلك الأماكن والتي تعتبر منهلاً للتصوير، وقد أنجزت رغم ذلك عددًا مقدرًا من الصور المميزة، كان آخرها عملاً أسميته (ما تبقى) وهو بتقنية HDR.. وأشير هنا إلى أنني ومن خلال معرضي الشخصي لمست أن البعض يظل مأخوذًا بالصور التي تحمل معنى الإحساس والرقة، والبعض الآخر يميل للصور الأكثر تعقيدًا كفن التجريد، وهو الذي يلفت انتباه المتلقي والوقوف لفهم ما يدور في الكادر. ضد الفوتوشوب ويرفض الهلال التعامل مع تقنية “الفوتوشوب”، ويظهر ذلك في قوله: بالرغم من أن برنامج الأدوبي فوتوشوب من البرامج القوية في مجال تقنية التصوير، ولكني لا أؤيد التعامل معه لأجل التعديل الزائد، وأفضل بدلاً عنه التعديل عن طريق العزل اللوني وهو فن جيد وقليل النقد، بعكس زيادة الألوان فإنه قد يؤثر في جمال الصورة باستثناء حاجة الصورة للقليل فقط من الإشباع اللوني لها.