لقد خرج الشعب مرحباً بسمو ولي العهد، في مشهد ترجم الصدق في المحبة والعطاء دون بروتوكولات وتنظيمات لأنهم يستقبلونه أباً وأخاً وابناً كونه الإنسان القريب من نفوسهم وعواطفهم.. * تم استقبال ولي العهد من رحلته العلاجية الطويلة، في مساء يوم الجمعة الماضي في مطار الرياض، يؤكد روعة المشهد الاحتفالية التلقائية والحشد الكبير من ابناء هذا الوطن الوفي وهي حقيقة وطبيعة مجتمعنا السعودي الأبي الذي حضر رغم الطقس البارد بدافع الحب والتلاحم والوفاء، وفي ظروف أمنية لا تخلو من مخاطر محتملة ما بين ذلك التجمع الهائل من المواطنين في صالة المطار وشوارع المدينة وطرقاتها، ومما دعم المشهد وجود القيادة متكاملة لاستقبال سلطان الخير، ومهما كان هاجس الخوف والخطورة قائماً إلا ان الاحتياطات الأمنية تتراجع وتتضاءل امام مشهد الحب المتبادل والولاء ومشاعر التلاحم والثقة الصادقة. * لقد خرج الشعب السعودي دون دعوة مرحباً، صادق النية صادق الحب والعطاء دون رسميات وبروتوكولات وتنظيمات لأنهم يستقبلونه اباً وأخاً وابناً كونه الانسان القريب من نفوسهم وعواطفهم... انها الصفة النفسية والمشاعر الاسلامية للمجتمع السعودي.. * ان المواطنة شعور من انتماء صادق، ومحبة وتقدير للوطن وأهله وقيادته وتربية صالحة، وحسن توجيه، وغرس ثقافي عالي المعاني سامي الاهداف.. والقيادة بكل اركانها كانت الصدر الحنون والعقل المفكر للصالح العام والاحتواء والبذل والعطاء وتنمية الاحساس بالأبوة، وفتح الابواب والقلوب والايدي بالعطاء والخير لابن الوطن فالمواطن هو الثروة الحقيقية للوطن وهو الدرع الحامي والواقي بعد الله ضد اي تعدٍ أو إخلال بالأمن.. * انها العفوية المطلقة من ابناء الوطن الذين شعروا بالتقدير لذاتهم وحفظ كرامتهم وبذل غاية الجهود من الدولة ليعيش المواطن معززاً مكرماً وسط أهله ودياره، وينعم بمراعاة حقوقه في عيشة كريمة تضمن له مع رغد العيش الأمن والاستقرار... * انه الحب العارم الذي يتخطى الأزمات، ويربأ فوق الفتن والدسائس والمنازعات.. خرج الجميع في تظاهره تقيس العميق الاصيل والمنبت الطيب لأمهات اسقين ابناءهن لبن الاحرار في التفاف وتفانٍ حول قيادة الوطن، تسمو بتطلعاتها للمستقبل المشرق في تحدٍ واضح وأكيد يهزم اساطير المنحرفين وأباطيل المعتقدات البالية. هذه النفرة من الشعب عبرت في مشهد راقٍ عن مدى القوة في الاعتصام والوحدة وان يكون الجميع على قلب رجل واحد.. وهذا يسهم اكثر في ان نطالب وننتقد ونوجه وننصح ونوضح الحقيقة عن مكامن التقصير والتهاون، كوننا دائما نطمع الى الاصلاح والتطوير والارتقاء تحت سماء الوطن على ضوابط الشريعة وثوابت المبدأ والقيم والخلق الرفيع تلكم القمم والقلاع التي يصعب تخللها او اختراقها ابداً، فالاساس الوثيق قيادة الوطن التي تتجسد في القيادة الحكيمة والمسؤولية التي منحت لكل فرد في هذا الكيان الشامخ ليدوم الأمن وتحفظ كرامة هذه الارض الطاهرة وروعة وجمال علاقتها بابنائها ورجالها بهذا النمط الاخلاقي والتعامل الراقي الانساني بين الجميع يدوم للوطن عزه وولاء ومحبة ابنائه في علاقة وطيدة بين الشعب والقيادة.