تعرّض مستشفى الدكتور عبدالرحمن بخش الواقع شرق الخط السريع لدمار كبير وخسائر قدرت بأكثر من 40 مليون ريال بفعل الامطار والسيول التي شهدتها محافظة جدة مؤخرا.. اذ توقف المستشفى تماما عن العمل بعد ان داهمته السيول وطمرته المياه لتعطل جميع اقسامه واجهزته الطبية الفنية والمخبرية.. وكادت الخسائر ان تطال الارواح لولا العناية الالهية ثم تدخل منسوبي المستشفى وعامليه السريع لنقل المرضى والمنومين الى اعلى السطح ومن ثم الى المستشفيات الاخرى لمجموعة بخش. دمار المستشفى الذي يقع شمال حي قويزة شهد وقائع مؤلمة ومشاهد مؤثرة لاكثر من 45 حالة لمرضى منومين من الذكور والاناث والاطفال طمرتهم المياه في اربعة اقسام من المستشفى في الدورين الارضي و (البدروم) رواها ل (المدينة) عدد من شهود العيان حول كل ماحدث في ذلك المستشفى من اضرار وتلفيات لحقت بكل مافيه من اجهزة ومرافق وادوية واثاث وغيرها من الممتلكات الثمينة. ابو محمد المطيري قال : إن ماشاهده في ذلك اليوم من الصعب وصفه فالمشهد كان مفزعا ومروّعا حيث جرفت السيول الناس والشجر والمركبات وكل شيء وطمرت المستشفى من اسفل البدروم الى الدور الارضي حيث كاد المرضى ان يتعرضوا للهلاك لولا لطف الله ثم التدخل السريع لمنسوبي المستشفى الذين نقلوا جميع المرضى الى اعلى السطح ومن ثم نقلوهم عبر سيارات الاسعاف لمستشفيات اخرى. وقال بانه كان في المستشفى في ذلك اليوم لاخراج زوجته المنومة الا ان السيول حالت دون خروجها معه لتغادر ضمن 10 من المرضى في سيارة اسعاف واحدة لتتسع البقية من السيارات للمرضى الاخرين المهم ان الخطر زال بفضل من الله. اما ثامر الصاعدي فأكد من جهته ان السيول دمرت كل اجهزة المستشفى وعطلتها وجرفت جميع محتوياته.. مشيرا الى ان المستشفى هو الوحيد الذي يقع شرق الخط السريع ويستفيد من خدماته جميع الاهالي في الاحياء المجاورة. ويؤكد تركي المطيري بقوله ان السيول الحقت بالمستشفى خسائر جسيمة حيث اتلفت المياه التي طمرت جميع الاقسام اجهزة العمليات واجهزة المختبرات والتحاليل وغيرها من محتويات المستشفى وكذلك الصيدلية طمرتها المياه واتلفت جميع محتوياتها. وتعرّض المرضى للخطر وكادوا ان يتعرّضوا للموت لولا لطف الله ثم شجاعة الموجودين في ذلك اليوم وخاصة سائقي الاسعافات الذين ضحوا بحياتهم من اجل انقاذ المرضى من النساء والرجال والاطفال. وبزيارة الموقع تبين مدى حجم الضرر الذي لحق به جراء السيول التي داهمته من خلال مالحق بجميع مرافقه واجهزته الطبية الفنية والمخبرية واجهزة الاشعة والتصوير بمختلف انواعه. ويصف عصام الشافعي المدير الاداري في المستشفى معاناتهم بالقول: بداية نحمد الله عز وجل ان الخسائر لم تكن في الارواح بالرغم من حجم الكارثة وكيف انها كادت ان تذهب بحياة الابرياء من المرضى. وجميع من في المستشفى في ذلك اليوم جندوا انفسهم لانقاذ المرضى والحمد لله نجا الجميع من كارثة مؤكدة وبقيت الاضرار في محتويات المستشفى ومرافقه حيث بلغت الاضرار مداها وتوقفنا عن العمل نتيجة تعطل جميع الاجهزة والمحتويات. واضاف: فيما يتعلق بحجم الكارثة ومحتويات المستشفى، فهو يتسع ل80 سريراً وخلال هطول الامطار كان هناك 48 منوما من المرضى وعدد الموظفين 300 موظف والمستشفى يعتبر الوحيد في منطقة جنوب شرق جدة ويستقبل اكبر نسبة لحالات الولادة على مستوى محافظة جدة كما انه يستقبل الكثير من حالات الحوادث التي تصلهم عن طريق الهلال الأحمر. واشار الى ان الدورين الأرضي والبدروم طمرتهما السيول تماما بجميع اقسامها الولادة والتنويم والعمليات والاشعة والمختبر والتصوير التلفزيوني وغيرها من الاجهزة تعرضت للتلف لانه لم يتم شفط المياه الا بعد ان سمح الدفاع المدني بفتح الطرق المؤدية للمستشفى وهو ثاني يوم من الكارثة ووجد أن المياه غمرت جزءا من الطابق الأرضي والبدروم وتم سحب المياه واستمرت عملية الشفط 36 ساعة مما أدى إلى تلف جميع التجهيزات الطبية فيه، كغرف العمليات بتجهيزاتها وغرف الولادة بتجهيزاتها وغرف الأشعة بتجهيزاتها والأشعة المقطعية والمستودعات الطبية والعامة والصيدلية ومستودعات الأدوية والتعقيم المركزي والمطبخ والمختبر بأجهزته والعيادات الخارجية وقسم الطوارئ والأقسام الإدارية وأجهزة الحاسب الآلي والملفات الطبية الورقية. وقدر الشافعي قيمة الخسائر المبدئية بأكثر من 40 مليون ريال.. مشيرا الى ان التأمين لا يعوض إلا جزءا يسيرا من الخسائر ولا يغطي الكثير من الخسائر ولا حتى توقف العمل بالمستشفى المتوقف منذ يوم 25/11/2009م بمعنى ان الخسائر يوما بعد يوم في ازدياد وهناك التزامات على المستشفى لا بد وان يفي بها وخاصة مايتعلق بمرتبات الاطباء والعاملين والموظفين وغيرهم من المطالبين بحقوقهم. وأكد الشافعي ان ادارة المستشفى اتصلت بالدفاع المدني وطلبت مساعدته الا انه لم يأت لانشغاله بالكارثة التي كانت اكبر من ان تتدارك. مناشدا المسؤولين بالتدخل السريع لاعادة تهيئة المستشفى لاستقبال المراجعين والمرضى من اهالي شرق وجنوب الخط السريع بمدينة جدة.