تعكف وكالة ناسا الفضائية إلى تحقيق حلمها الأكبر من غزو الفضاء ألا وهو البحث عن أي فرصة ممكنة للعيش على كوكبٍ آخر غير الأرض . صحيح أن انعدام الجاذبية يجعل الأمر مستحيلاً نوعاً ما ؛ لكن سرعان ما يتبدد هذا الأمر ليتحول إلى هدف يمكن من خلاله توفير مستشفيات لمرضى الحروق من الدرجة الثالثة حيث تصاب فيه جميع طبقات الجلد بالحرق مع تغيرات فسيولوجية عميقة كما يتم تخريب لخلايا الدم، ويأخذ الجلد اللون البني القاتم ؛ لذا من المناسب للمريض في هذه الحالة أن لا يتكئ على أي جزء من الحروق وهذا بالطبع يتعذر بل من المستحيل وخصوصاً في حالات النوم، وفي حالات تكون فيها الحروق قد غطت مساحات كبيرة من الجسم ؛ لذا أنسب مكان لهذا المريض هو التقلب فوق سطح القمر بكل أريحية فلن يتعرض إلى أي ضغط على مناطق الحروق . إلا أن هوس العقارات قد طال مكاتب العقارات الفضائية أيضاً ، حيث تم افتتاح مكتب عقار يبيع قطعاً من الأراضي على سطح القمر بأسعار مختلفة ومتفاوتة لكنها في متناول الكثير ؛ والمهم هو تحديد موقع المنزل من خلال خطة تمنع أي شخص من هضم حقوقك مستقبلاً؛ بل تطور الأمر إلى منح صك عقاري يضمن لك حق امتلاك شقة أقصد قطعة على سطح القمر ، وما عليك سوى الانتظار لتحويلها إلى منزل . للأسف أن الحسابات لم تكن منعدمة الجاذبية من قبل رؤساء وكالة ناسا ؛ إذ كان يجب عليهم أن يتركوا المجال لأفكارهم بلا جاذبية فتصعد إلى الأعلى بلا قيود ، لا أن تنجذب إلى الأسفل ؛ أقصد أن داء الأرض سيصعد إلى الفضاء ألا وهو داء الأمم ( الحسد). لا تستغرب ، فأجمل مكان في السماوات والأرض صالح لأن يسكنه بشر هو ( الجنة. يا ترى هل كان لآدم أن يخرج من الجنة !! جنة الخلد ؛ لولا قضاء الله وقدره ثم حسد إبليس اللعين . لا تعجبوا من حرصي على تنقية المكان فالجار قبل الدار يا وكالة الفضاء . - قد يكون الفضاء وسيعاً ؛ لكن لن يكون كذلك مع كائن يتمنى زوال النعمة عن آخر، يعيش الاثنان على سطحٍ واحد . - قد يبدو الحسد نقطة ، تتبعه نقطة؛ إلا أنها أشد من أعتى السموم . - الفضاء لن يجد أكبر عبرة من كوكب الأرض الذي ذاق ما ذاقه من ألوان الحسد على أرضه الغنية بالثروات !!. * لم يرض الحاسد بنعمة الجاذبية التي تجعله مستقراً متزناً . * لم يشبع الحاسد من هذه الأنهار التي ملأت الأرض . * لم يشكر الحاسد ربه على نعمة الهواء الذي ينعشه في كل حركاته وسكناته . * لم يرض الحاسد حتى عن نفسه ؛ فهو يسعى إلى امتلاك قطعة صغيرة اسمها كويكب الأرض بكل ما فيه فقط لأجل أن يسخرها لمتعته وشهوته ولا مكان لأحدٍ غيره .. لا أحد إلا نفسه!! .. لا شهوة إلا شهوته!! .. لا كلمه إلا كلمته!!. آه .. هذي هي نبذة عن حالة الأرض ؛ أما الفضاء فمن الآن أقول : لن يضيق الفضاء ، ولن يضيق ؛ وبالتالي لن يضيق من مركبة فضائية تحط رحالها على سطحه ينزل منها رائدا فضاء ؛ بل سيثقل وسيكتسب قوة جذب تدفعه إلى الأسف إذا حل ضيف عليه اسمه (ألف - لام - حاء - سين – دال). عبد العزيز جايز الفقيري – تبوك