بقدم الإنسانية حاضرة تلك الكوارث الطبيعية، من زلازل وبراكين وأعاصير وسيول جارفة.. وكذلك الحروب كلها تتقاطع في شتات الإنسان وإخراجه مرغمًا من داره للبحث عن مأوى.. وفي هذا الموضوع، وتحسبًا لتلك الظروف تولى حكومة خادم الحرمين الشريفين جل اهتمامها في تأمين حياة كريمة للمواطن في كل الظروف.. وقد قرأنا وشاهدنا كيف تم نصب الخيام، وبناء مراكز الإيواء في محافظة العيص، حين كان هناك نشاط بركاني فيها.. وها هي اليوم تنصب وتبنى مراكز الإيواء في الحدود الجنوبية.. ونعلم أن خطط الإخلاء وتوفير المكان الآمن للاجئين على أسس علمية متقدمة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة من اختصاص الإدارة العامة للحماية المدنية التابعة للمديرية العامة للدفاع المدني.. ويقدم من خلالها كل ما من شأنه توفير حياة آمنة لكل من أوى إليها.. ففيها تُبذل كل الجهود لتوفير مناخ معيشي من مسكن ومأكل ومشرب حتى سبل الترفيه للأطفال حتى يمكن امتصاص الصدمة النفسية لديهم.. وليست الكوارث الطبيعية ببعيد عنّا طالما أننا نعيش على المعمورة. فهناك الأمطار والسيول الجارفة والأعاصير.. من هذا المنطلق وبناء عليه فإني أتمنى أن تبنى مراكز إيواء مستدامة على أطراف كل محافظة من محافظات وطننا الغالي.. بحيث تكون عبارة عن وحدات سكنية مختصرة من الخرسانة، والأسمنت مسيّجة ومزوّدة بالماء والكهرباء، يسهل الإسكان بها بسرعة إذا ما حدث مكروه لا سمح الله.. فإذا ما تعرّضت إحدى القرى لسيول جارفة يتم إخلاء ساكنيها وإيواؤهم بطريقه أسرع، ولا يكون فيها جهد لإيصال الخدمات اللوجستية والخدماتية إذا ما عرفنا أنها متوفرة مسبقًا حسب المقترح.. وأرى أن هذه المراكز المستدامة إذا ما تم إيجادها ستتيح وتوفر الكثير من الجهد والوقت للجهات ذات الصلة لإيصال الخدمة والرعاية لكل الآوين واللاجئين إليها..