أثق تمامًا أن ما يحدث في نادي الاتحاد هذه الأيام لا يُرضي الدكتور خالد المرزوقي، فهل من المنطق أن يقوم عضو مجلس إدارة بتسريب «الإيميل» إلى المنتديات؟ وألم يكن من الأفضل أن يظهر الإيميل في وسائل الإعلام بشكل حضاري، ويليق بنادي الاتحاد من خلال مؤتمر صحفي بعد الاجتماع بمحمد نور بشكل خاص؛ لرفع روحه المعنوية واحتواء الموقف داخل البيت الاتحادي؟ مشكلة الاتحاد في عضو مجلس إدارة استمرأ الأساليب الملتوية، ووضعها في أكثر من موقف حرج، وأؤكد على ثقتي بأن هذه التصرفات، وأهمها ما حدث من تسريب للإيميل لن يتقبله الدكتور خالد المرزوقي، وننتظر منه وقفة حازمة، ووضع الأمور في نصابها الصحيح، ولم يكن يومًا نادٍ في حجم الاتحاد متروكًا لعبث الصغار، فلم يشهد التاريخ الاتحادي عضو مجلس إدارة يسرب أخبار ناديه للصحف بالإيميل، وهذا ثابت وموجود. لا أشك لحظة أن إدارة الدكتور خالد المرزوقي تعمل بجد وإخلاص من أجل العميد، ولكن عليها أن تتخلّص من المعوقات الداخلية قبل الخارجية المتمثلة في «الوصوليين» والذين لا يبحثون إلاّ عن أنفسهم.. الحل في الاستئصال يا جراح القلوب. أمّا فيما ذكره قائد الاتحاد محمد نور فكالمعتاد سيحور الكلام، بل حُوّر بالفعل، وأخذ منحىً آخر، فالعتب الذي شاهده الجميع عبر التلفاز كان عتبًا مؤدبًا من لاعب كبير يعي ما يقول، فقال نور إنني جزء من الاتحاد، والعميد قدّمني للجماهير، وعتبي على الإدارة في إصرارها على أن خسارتي للجائزة بالنقاط والمعايير، فالأندية جميعها تقف مع لاعبيها، وتحتضنهم حتى وإن كانوا يستحقون الخسارة، وهذا ما كنت أنتظره من إدارة النادي ولم أجده. في يقيني أن هذا عتب مقبول، وليضع حدًّا للأخطاء التي تمارس ضده وضد ناديه، وآخر الأدلة تسريب الإيميل للمنتديات. ومن نادي الاتحاد، نطير إلى الاتحاد الآسيوي.. اتحاد “التخلّف” الكروي، وأتحدث عنه بلغة تكشف سلبياته، وليست بطريقة مَن كانوا يرددون بالأمس عبارات قاسية عندما خسر الشلهوب الجائزة الآسيوية، فقالوا في حينه «اتحاد الرشاوى»، أمّا نحن فلا نقولها، ولا نقبلها، ولا نرمي الاتهامات جزافًا، ولكن المشكلة أن مَن هاجم الاتحاد الآسيوي بتلك اللغة هم مَن يدافعون عنه، وعن معاييره ونقاطه اليوم!! وهذه النقطة كافية ليكتشف الاتحاديون الحقيقة، ويلتفوا حول بعضهم، ويكونوا يدًا واحدة من أجل ناديهم، بعيدًا عن المثاليات التي لا محل لها في تنافس كرة القدم، مع التمسك بمبدأ التنافس الشريف، والبحث عن المشروع والممكن. بالعودة للاتحاد الآسيوي أتساءل مَن يتنافس على جائزة أفضل لاعب في أوروبا، فلا يوجد لاعب «نكرة» يصل إلى هذا المرتقى، فكلهم نجوم معروفون، ونفس الكلام ينطبق على قارتي أمريكا الجنوبية وإفريقيا، إلاّ اتحاد آسيا، فيعشق المغمورين في كل شيء، وتعالوا لنرى مَن يرأس لجنة مسابقاته، إنه السيرلانكي مانيلال، وأربأ بنفسي أن أتحدّث عن العرقيات، فأنا آخر مَن يفعل ذلك، فاحترام الشعوب التزام أدبي، ولكن أتحدّث عن تجربة وتقدّم وتأخّر، ماذا لدى سيرلانكا في كرة القدم حتى تقدم من يرأس لجنة المسابقات في القارة، وهي في غاية الأهمية، فيفترض أن مَن يرأس أهم اللجان يكون هناك في دولته دوري محترفين على مستوى عالٍ، وأكثر من مسابقة محلية، ومنتخب قوي، ومن خلال ذلك يكتسب الخبرة والممارسة، ويتبوأ المناصب، فكما في آسيا دول متأخرة كرويًّا هناك دول متقدمة، وهي الأجدر بالمناصب العليا، أمّا إذا أردتم معرفة لماذا أصبحنا نخسر قضايانا في الاتحاد القاري، فترحموا كثيرًا على أيام ممثلنا عبدالله الدبل.