فقدت مكةالمكرمة في الأسابيع الماضية شخصية علمية حازت على حب الناس وثقتهم وتطلعاتهم ذلكم هو الشيخ فراج العقلا، والفقيد ينتسب لأسرة مكية مباركة أمدت الوطن بأبناء بررة ساهموا في خدمة الوطن ومرافقه العلمية والتعليمية، وعرفت منهم الشيخ عبدالرحمن الذي كان صديقاً للأخوين الكريمين المرحوم بندر الشريف الحارثي والدكتور هاشم بكري حريري ولقد عمل مسؤولا عن مكتبة الحرم المكي الشريف والتي كانت في السابق تقوم بالقرب من الصفا ثم انتقلت إلى جرول ثم استقر بها المقام في العزيزية وكان يفترض فيها وفي مكتبة الشيخ عارف حكمت بالمدينة أن تحتل مواقع قريبة من المسجدين الطاهرين ولكن الواقع غير ذلك. كما عرف الناس الأستاذ عبدالعزيز العقلا الذي كان مديراً لتعليم البنات بمنطقة مكةالمكرمة لردح من الزمن وقدم لهذا الجهاز التعليمي الهام كل ما يملك من قدرات وخبرات ساهمت في تطويره ليضحي تعليم المرأة أساساً من أسس العلم والمعرفة الضروريين. أما معالي الصديق الدكتور محمد العقلا والذي تبوأ مراكز علمية عديدة منها وكالة جامعة أم القرى للدراسات العليا، وكان نجاحه في هذا العمل قد قاده إلى أن يضع فيه ولاة الأمر ثقتهم ليكون مديراً للجامعة الإسلامية ببلد المصطفى صلى الله عليه وسلم واستطاع في فترة قياسية أن يزيح الكثير من الحواجز بين هذا المرفق العلمي الهام وبين المجتمع بكافة أطيافه ويُحمد له تبنيه لبرنامج متكامل من المحاضرات والندوات والمؤتمرات لمكافحة الإرهاب والتشدد. أعود لعميد الأسرة الشيخ «فرَّاج» والذي تولى مسؤولية قطاع هيئة الأمر بالمعروف في البلد الحرام، فكان مثالاً للتعامل الحسن والتسامح والرفق بالناس حتى وإن أخطأوا أو تنكبوا الطريق السوي وهو يذكرني في هذا المنهج والسلوك الإسلامي الرفيع بالوالد الشيخ عبدالله بن عثمان الصالح –أمد الله في عمره- والد معالي الدكتور ناصر الصالح مدير جامعة أم القرى الأسبق، فلقد عرفناه في بلد المصطفى صلى الله عليه وسلم أباً ومعلماً يجنح إلى الحب والتسامح والتواصل مع الناس. رحم الله الشيخ فراج ومن توفى من علماء الأمة المباركين الذين يتذكرهم الناس بالرحمة فلقد كانوا يتذكرون الناس بالحب والوداد .