أدى الرئيس الأفغاني حامد كرزاي امس اليمين الدستورية رئيسا لأفغانستان لولاية ثانية، وجرت مراسم التنصيب في القصر الرئاسي بالعاصمة كابول ، في ظل إجراءات أمنية مشددة. وتم تشديد الإجراءات الأمنية في كابول تحسبا لشن مسلحي طالبان هجمات بهدف "تعكير" صفو مراسم التنصيب وأدى كرزاي 53 عاما اليمين في مشهد نقله التلفزيون الوطني بحضور المئات من زعماء القبائل والوزراء الأفغان والشخصيات الدولية البارزة. وكرر كرزاي القسم خلف كبير القضاة عبد السلام عظيمي قائلا :"أقسم أن أطيع وأحترم تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ، وأحترم الدستور والقوانين الأفغانية الأخرى ، والإشراف على تنفيذها.. بعون الله ودعم الأمة .. أن أبذل جهودا كبيرة ومخلصة من اجل سعادة وتقدم شعب أفغانستان"، وأدى كرزاي اليمين بلغة الباشتون امام المحكمة العليا بحسب صور بثها التلفزيون الافغاني مباشرة اثناء حفل اقيم في القصر الرئاسي في حين تم اغلاق وسط العاصمة كابول تحسبا لهجمات من طالبان. ثم قام بنفسه بتنصيب نائبيه الاثنين وهما زعيما حرب سابقان تثير سمعتهما الكثير من الجدل، كريم خليلي (من اتنية الهازارا) و"الماريشال مدى الحياة" محمد قاسم فهيم (طاجيكي) المتهم بانتهاكات لحقوق الانسان والاتجار بالمخدرات، وشارك في الحفل، اضافة الى زعماء القبائل وشخصيات مثيرة للجدل مثل زعيم الحرب السابق الاوزبكي رشيد دستم، خصوصا وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا وكندا وهولندا وتركيا.ويمثل غياب قادة الدول الغربية رسالة تحذير في الوقت الذي يثور فيه شك حول حقيقة رغبة كرزاي في اصلاح ادارته رغم الضغوط الدولية. وشارك في المراسم الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ووزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وتم توجيه دعوات إلى أكثر من 500 شخصية مهمة ، بينها 102 ضيف أجنبي و398 من الرموز الأفغانية لحضور حفل تنصيب الرئيس الأكثر إثارة للجدل. وشهدت كابول هدوءا في ظل إغلاق كامل للشوارع الكبرى المؤدية إلى القصر الرئاسي أمام حركة المرور ، كما تم إلغاء كافة الرحلات التجارية في مطار المدينة الدولي الوحيد. وتم إعلان اليوم عطلة رسمية في كابول ، وطلب الى المواطنين عدم الخروج من منازلهم ،إلا في حالات الضرورة ووعد الرئيس كرزاي امس بالتعلم من اخطائه وبوضع حد لظاهرة "غياب العقاب" في افغانستان، وذلك خلال خطاب القاه لمناسبة تنصيبه لولاية رئاسية جديدة من خمس سنوات. وقال "علينا ان نتعلم من اخطائنا وفشلنا في السنوات الثماني الاخيرة"، واضاف ان ظاهرة "غياب العقاب يجب ان تنتهي" في افغانستان. كما اعرب كرزاي عن امله في ان تكون القوات الافغانية قادرة على تولي الامن في البلاد خلال خمس سنوات في الوقت الذي ينتشر مئة الف جندي اجنبي من 40 بلدا في البلاد ويدرس فيه الرئيس الاميركي باراك اوباما ارسال تعزيزات قوامها عشرات آلاف الجنود الى افغانستان. وقال كرزاي "نأمل ان تتمكن القوات الافغانية التكفل بمسؤولية الامن في غضون خمس سنوات"، كما مد الرئيس الافغاني يده لمنافسه الرئيسي في الانتخابات الرئاسية عبد الله عبد الله داعيا اياه للمشاركة في "حكومة وحدة وطنية". واعيد انتخاب كرزاي (51 عاما) اثر انتخابات رئاسية شهدت حالات تزوير واسعة لمصلحته في الدورة الاولى في 20 أغسطس وانسحاب منافسه عبد الله عبد الله من الدورة الثانية التي كانت مقررة في الاول من نوفمبر. وقالت هيلاري كلينتون الاربعاء "توجد الآن كوة لفرصة قوية جدا ليبرم الرئيس كرزاي وحكومته عقدا مع الشعب الافغاني يقوم على ارادة المسؤولية والحصول على نتائج ملموسة". وبعد تسع سنوات من الاطاحة بنظام طالبان وتولي كرزاي السلطة يدور الجدل في افغانستان على خلفية تمرد تتزايد دمويته سنويا، حول الانحسار الشديد لسيطرة الحكومة على البلاد واستشراء الفساد الذي وصل اعلى هرم الدولة وانتاج الافيون الذي يفوق الطلب العالمي.