قرار الضاحية المتحكم في لبنان كلها وليس في قرداحي فقط، لم يصدر بعد! ولأن ذلك كذلك، يزداد ارتباك لبنان كله رئاسة وحكومة وشعبًا، يتحكم في مصيرهم جميعًا حسن نصر الله! وفيما دعا البطريرك الماروني اللبناني بشارة الراعي، الحكومة أمس إلى اتخاذ «خطوة حاسمة لنزع فتيل تفجير العلاقات اللبنانية - الخليجية»، بعد التصريحات المسيئة لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، أبدى الرئيس اللبناني ميشال عون حرصه على إقامة أفضل علاقات ممكنة مع السعودية، وسط الأزمة الدبلوماسية المتفاقمة. وأكدت رئاسة الجمهورية اللبنانية في بيان منشور على صفحتها في «فيسبوك» أن عون تابع المداولات التي طرحت خلال الاجتماع الذي عقدته أمس في مقر وزارة الخارجية خلية الأزمة التي أنشأها رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، بالتشاور مع رئيس الجمهورية الليلة الماضية بغية «معالجة تداعيات التوترات الدبلوماسية.. أما وزير الخارجية اللبناني، عبدالله بوحبيب، فقال إنه سينسق الجهود مع الرئيس ورئيس الوزراء لإصلاح العلاقات مع السعودية ودول الخليج. ولكن! لا مناشدة الراعي، ولا حرص الرئيس، ولا توتر ميقاتي، ولا حركات أو تحركات يمكن أن تصلح ما فعله ويفعله الحزب ليس مع قرداحي فقط ولا مع الحكومة اللبنانية فقط، وإنما مع لبنان كله، الذي يضيع ويتوه عربيًا من أجل رجل الإيوان! وعلى الطرف الآخر، تزداد عزلة لبنان خليجيًا مع انضمام الكويت والإمارات إلى الإجراءات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية والبحرين، رداً على التصريحات المسيئة لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي. كما أعربت وزارة الخارجية القطرية عن «استغرابها الشديد» واستنكارها لتصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي والتي أثارت أزمة مع دول خليجية، وقالت الوزارة في بيان: إن تصريحات قرداحي «موقف غير مسؤول تجاه بلده وتجاه القضايا العربية على حد سواء. ابن فرحان قالها: إنها هيمنة الحزب! بدوره، وبوضوح تام، قال وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان: إن إحداث أزمة مع لبنان ترجع أصولها إلى التكوين السياسي اللبناني الذي يعزز هيمنة «حزب الله»، وأضاف الوزير ل»رويترز» في مقابلة عبر الهاتف: «أعتقد أن القضية أوسع بكثير من الوضع الحالي.. أعتقد أن من المهم أن تصيغ الحكومة في لبنان أو المؤسسة اللبنانية مساراً للمضي قدماً بما يحرر لبنان من الهيكل السياسي الحالي الذي يعزز هيمنة حزب الله». وفي وقت سابق أوضح الأمير فيصل بن فرحان ل»العربية» أنه «ليست هناك أزمة مع لبنان بل أزمة في لبنان بسبب هيمنة وكلاء الحزب»، مؤكدًا أن لبنان بحاجة إلى إصلاح شامل يعيد له سيادته وقوته ومكانته في العالم العربي. وأضاف: إن هيمنة حزب الله على النظام السياسي في لبنان تقلقنا وتجعل التعامل مع لبنان غير ذي جدوى، مؤكدًا أن «المملكة لا تتدخل في لبنان ولا تملي عليه شيئاً». لقد بات من الثابت أن مهمة حزب الله المتحكم في مفاصل لبنان هي عزله تمامًا عن محيطه العربي، وفي ذلك يتفنن الحزب في الإقدام على كل ما من شأنه إبعاد لبنان، ولو عن طريق توريط الجهات الإعلامية المسؤولة وإغراقها في مستنقعات الإرهاب، وتوريط الجهات الاقتصادية بل والأمنية في قضايا مخدرات، وتوريط الجهات السياسية في الهرطقات! استخدام المخدرات لتغييب لبنان! هكذا وفي وقت يواجه الاقتصاد اللبناني أزمة محتدمة تمثل أكبر تهديد لاستقراره منذ الحرب الأهلية، استمرت محاولات تصدير آفة المخدرات، وعدم الاستجابة لإعمال العقل واتخاذ العقوبات بحق المتورطين في تلك الجرائم، وعدم التعاون في تسليم المطلوبين للمملكة بما يخالف اتفاقية الرياض للتعاون القضائي.. والنتيجة قرار سعودي واضح بوقف كافة الواردات اللبنانية إلى المملكة! يأتي ذلك في الوقت الذي يبلغ فيه إجمالي قيمة الصادرات اللبنانية إلى السعودية قرابة 250 مليون دولار، وفي وقت تمثل فيه السوق السعودية الوجهة الثانية للتصدير من لبنان، فما بالك إذا اتخذت كافة الدول الخليجية إجراءات مماثلة؟! الإجابة بمنطق حسن نصرالله ، لاشيء يهم! فالمهم هو عزل لبنان عربيًا وتحويل وجهتها تمامًا إلى طهران، وليكن ما يكون.. والواضح أن ما سوف يكون من وجهة نظر لبنانية محضة أمر يدعو الي التحرك لوقف المهزلة! طمأنة المقيمين في بيانها الأخير، وبمسؤولية عربية إنسانية، أكدت حكومة المملكة حرصها على المواطنين اللبنانيين المقيمين في المملكة الذين تعتبرهم جزءاً من النسيج واللحمة التي تجمع بين الشعب السعودي وأشقائه العرب المقيمين في المملكة، ولا تعتبر أن ما يصدر عن السلطات اللبنانية معبر عن مواقف الجالية اللبنانية المقيمة في المملكة والعزيزة على الشعب السعودي.