دفع السياسيون المحسوبون على معسكر تحالف «عون ومليشيا حزب الله»، حليف إيران، لبنان للسقوط نحو الهاوية، حتى بلغت قاعا وصلت فيه إلى أدنى مستوياتها على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولم يكن مستغرباً ذر وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، مزيداً من الملح على جراح البلد المنهك بعد إساءته للمملكة العربية السعودية بألفاظ قصد التقليل من جهود التحالف العربي في اليمن، والذي يأتي استمرارا لحلقة جديدة من تصريحات مسؤولين لبنانيين لا يعون معنى الكلمة ولا يتفهمون لأبجديات الدبلوماسية. وتكررت إطلالة وزراء لبنانيين مطلقين اتهامات لا أساس لها من الصحة تجاه دول الخليج وعلى رأسها السعودية، مكررين دعاية «الملالي» في طهران. ورغم الأزمة الدبلوماسية الأكبر في وجه لبنان التي فجرها قرداحي بتصريحاته، خرجت الرئاسة اللبنانية ببيان ركيك، حاولت فيه التبرؤ من تصريحات قرداحي وتؤكد أنها تعبر عن آرائه الشخصية! وحاول قرداحي نفسه التملص من سقوطه في اللقاء، بإصدار بيان يدافع فيه عن آرائه. وواهم من يحاول اختزال الأزمة الدبلوماسية في تصريحات قرداحي الأخيرة، حيث لا يمكن تجاهل العديد من الملفات الحساسة التي حذرت منها السعودية مرارا وتكرارا مثل تهريب المخدرات للمملكة وتقديم حزب الله التدريب للإرهابيين من الميليشيا الحوثية وكذلك في عدد من دول العالم بهدف زعزعت استقرارها. وتأكيداً على أن حديث قرداحي لم يكن بالأمر الطارئ على ساسة لبنان، إذ لطالما اتخذت شخصيات سياسية لبنانية نهجا معاديا للمملكة ومواليا للنهج الإيراني في المنطقة، لعل أبرزها عشرات التصريحات المسيئة للمملكة وقيادتها الصادرة من ميليشيا حزب الله وأنصارها وحلفائها الذين يعدون شركاء في الحكومة اليوم. ويسترجع السعوديون امتناع وزير الخارجية اللبناني السابق ورئيس ما يسمى «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، عن التصويت على قرار وزراء الخارجية العرب، بإدانة الاعتداء على السفارة السعودية في إيران في 2017، وتصريحات وزير الخارجية السابق شربل وهبة المسيئة لشعوب الخليج. وفي قراءة متأنية للبيان السعودي الخاص بإبعاد السفير اللبناني ووقف كافة الواردات اللبناني، أكدت المملكة حرصها على الجالية اللبنانية المقيمية على أراضيها وعدم تحميلهم أوزار حكومة هشة مختطفة بلا قرار ولا هوية، ووفقاً لأحد الإحصائيات المحلية، يعيش في السعودية نحو 350 ألف لبناني، وتتجاوز مجمل التحويلات المالية من منطقة الخليج إلى لبنان 4.5 مليار دولار سنوياً، نصفها تأتي من الجالية اللبنانية في السعودية. من جهته، قال وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، في تصريحات صحفية، إنه «ليست هناك أزمة مع لبنان بل أزمة في لبنان بسبب هيمنة وكلاء إيران»، مؤكدا أن لبنان بحاجة إلى إصلاح شامل يعيد له سيادته وقوته ومكانته في العالم العربي. وأكد أن «هيمنة حزب الله على النظام السياسي في لبنان تقلقنا وتجعل التعامل مع لبنان غير ذي جدوى»، مشدداً على أن المملكة لا تتدخل في لبنان ولا تملي عليه شيئاً. وأضاف أن السعودية ستدعم أي جهود نحو إصلاح شامل يعيد إلى لبنان مكانته في العالم العربي، لافتا إلى أن الحوار مستمر مع الشركاء الدوليين بشأن لبنان. وفيما تتفاقم أزمة لبنان داخليا وخارجيا، دعا البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي (الأحد)، الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى اتخاذ «خطوات حاسمة» تنزع فتيل تفجير العلاقات اللبنانية - الخليجية، لكن يبدو أن هذا المطلب سيلقى مصير دعوته للحياد. وتدور في رحى الحكومة بوادر أزمة أكبر من أن تستوعبها، ورغم أن رئيس الوزراء نجيب ميقاتي شكّل خلية أزمة لتصحيح العلاقات مع دول الخليج إلا أن الخلية لم تتمكن من إحداث أي اختراق في أزمة لبنان المتفاقمة. أزمة في لبنان: - هيمنة حزب الله على اتخاذ القرار - تعطيل الحزب الإرهابي مؤسسات الدولة - التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية - تقديم الدعم العسكري واللوجستي للحوثيين - إدارة حزب الله شبكة لتجارة المخدرات