ألاحظ الكثير من الناس في هذه الأيام يستعرض بشهاداته ومؤهلاته التي حصل عليها، وما علم أن الالتحاق بوظيفة أو بأي عمل يتطلب الشهادات والمهارات، أما الشهادات فهي معروفة ولكن المهارات تتعدد وتتنوع وتتفاوت ولعل من أهم المهارات المطلوبة الآن في سوق العمل هي مهارة الذكاء العاطفي. وإذا قلنا الذكاء العاطفي فنحن نقصد به قدرة الفرد على تحديد وإدارة مشاعره الخاصة ومشاعر الآخرين وفهمها بصورة سليمة واستخدامها لتوجيه الفكر والعمل وتحفيز الآخرين وتحفيز نفسه. وهذا المصطلح أول من اخترعه عالم النفس «دانيال جولمان» في عام 1995، وقد قَسَّمه إلى خمس مكونات أساسية هي: 1- الوعي الذاتي: وهو القدرة على إدراك الفرد لمزاجه وفهم عواطفه الخارجية وكيفية التأثير عليه وعلى حالة من حوله بحيث يتحكم بمشاعره ولا يجعلها تتحكم فيه ويمكن بذلك من إدارتها، وملاحظة سلوكه الشخصي وهذا جزء مهم من الذكاء العاطفي. 2- التنظيم الذاتي: وهو قدرة الفرد على تنظيم عواطفه وإدارتها في المكان والزمان المناسبين ليصبح شخصًا مرنًا وقادرًا على التكيف مع رياح التغيير ويكون لديه القدرة على إدارة الصراع والتخلص من حالات التوتر. 3- التحفيز الداخلي: وهو امتلاك الدافع والشغف اللازم لمتابعة الأهداف وتلبية الاحتياجات الداخلية والبحث عن أفضل الطرق لتنفيذ الأهداف بما يتوافق مع تحقيق الذات. 4- التعاطف: وهو القدرة على فهم ما يشعر ويمر به الآخرون، ويتطلب ذلك الفهم معرفة حالات الآخرين العاطفية وردود أفعالهم، فمثلاً عندما يكون هناك شخص يائس أو حزين عليك أن تتعاون معه وتتعامل بحذر وتبذل جهدًا لرفع معنوياته. 5- المهارة الاجتماعية: وهي القدرة على التواصل مع الآخرين بشكل فعال، فالفهم العاطفي الحقيقي ينطوي على أكثر من فهم مشاعرك ومشاعر الآخرين، بل يجب أيضاً أن تكون قادراً على وضع هذه المعلومات للتعامل مع التفاعلات اليومية وهذه تفيدك في تحسين علاقاتك في الحياة المهنية والمهارات الاجتماعية مثل الإصغاء ومهارات التواصل والإقناع. حسناً ماذا بقي؟؟! بقي القول: إن رجل الأعمال المعروف والمستثمر الناجح «وارن بافيت» لم يكن أكثر أصدقائه شهادة ولا خبرة ولكن كان أكثرهم إجادةً لمهارة الذكاء العاطفي لأنه امتلك الانضباط والثبات العاطفي الذي ساعده على الالتزام بإستراتيجيته لأنه كانت لديه المرونة العاطفية التي مكنته من تجنب الكثير من التحيزات السلوكية التي يقع فيها بعض المستثمرين.!!.