أكدت الأستاذ المساعد في علم النفس الدكتورة تغريد جليدان، أن"الذكاء العاطفي"يقلل من نسب الطلاق بين الزوجين، ويخفض وتيرة الانزعاج بينهما، كما يقلل من الصدام الذي يظهر بين الطرفين أثناء النقاش، مشددة على أن لاستخدامه أهمية كبيرة في فهم وتقوية العلاقة مع الأبناء. ويعرف اختصاصيو علم النفس الذكاء العاطفي بأنه"القدرة على التعرف على شعورنا الشخصي تجاه الآخرين، لتحفيز أنفسنا، ولإدارة عاطفتنا بشكل سليم في علاقتنا معهم". وقالت جليدان خلال محاضرة ألقتها أخيراً في نادي المدينة الأدبي بعنوان:"الذكاء العاطفي منهج وأسلوب حياة":"إن الذكاء العاطفي مهم جداً في الحياة العملية والاجتماعية، وأجريت أبحاث عدة خلال 24 عاماً مضت على عشرات الألوف من الأشخاص، وأجمعت نتائجها على أن نجاح الإنسان يتوقف على مهارات لا علاقة لها بشهاداته وتحصيله العلمي". وأرجعت سبب ذلك إلى"أن الذكاء العاطفي يجعل الإنسان قادراً على الاندماج والتكيف مع مجتمعه، والتفاعل معه بطريقة جيدة، بشرط أن يكون الفرد قادراً على فهم ذاته أولاً وواثقاً منها، ولديه وعي بمشاعره ومشاعر الآخرين". وقاربت جليدان لمفهوم الذكاء بين أكثر من تعريف لعلماء اختصاصيين في هذا المجال، مشيرة إلى أنه إذا كان حاصل الذكاء العاطفي EQ لدى الأشخاص مرتفعاً فإن هذه الفئة ناجحة في الحياة، مشيرة إلى أن قياس الذكاء العاطفي يختلف عن حاصل قياس الذكاء IQ الذي يهدف لمعرفة مقدار الذكاء لدى الأشخاص. وقسمت الأستاذ المساعد لعلم النفس خلال المحاضرة أجزاء الدماغ إلى أربعة أقسام، مركزة على قسم"الجملة العصبية"في الدماغ"لأنه الجزء المسؤول عن الذكاء العاطفي ومركزه"، وجزء"الدماغ المفكر"هو مركز التحليل والابتكار والمنطق لدى الدماغ البشري، مؤكدة أنه لابد من التوازن بين الجزأين. وتحدثت جليدان بصورة مباشرة عن تنمية الذكاء العاطفي لدى الإنسان، وأهمية إدخال مواد تعليمية تنمي الذكاء العاطفي غير المواد المنطقية التي يتم تعليمها في الفصول الدراسية في التعليم العام، وتتناول المواد المقترحة الوعي الذاتي، والمسؤولية الاجتماعية، وإدارة الذات، و"التوكيدية"، ومهارات التعاطف، والاستماع الإيجابي، وكيفية تقبل الآخرين، وكيفية تكوين صداقات، وفن قول"لا"، وكيفية تنمية اتجاه نحو رعاية الآخرين، وكيفية صنع القرارات، وكيفية التغلب على المشاعر السلبية، مشيرة إلى أن الجميع يستطيع الإلمام بموضوع الذكاء العاطفي والتدرب عليه بالقراءة، أو الالتحاق بدورات لتنميته. وعولت جليدان على أهمية الأشخاص الذين يتصفون بالذكاء العاطفي في المجتمع، كونهم الأكثر عطاءً وإيجابية داخل مجتمعاتهم، كما ركزت على أهمية الذكاء العاطفي في توصيف ينزل النظرية إلى أرض الواقع محاولاً تقريبهما إلى الأذهان بنماذج من الحياة.