قال الله تبارك وتعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ)، وقال النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: (إن روح القدس نفث في روعي أن لا تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب). إن القلم ليعجز واللسان يتلعثم والكلام يقصر في ذكر محاسن فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالله زربان الغامدي الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى، حيث كان إمامًا وخطيبًا لمسجد قباء ووكيلا للجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، ومن الموحدين الدعاة إلى توحيد الله على بصيرة ويُذكِّر ويُرشد ويوجه ويصلح بل كان من المصلحين موفقاً مسدداً آخذاً بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا بلى يا رسول الله قال إصلاح ذات البين وفساد ذات البين الحالقة) فكان له مواقف بارزة في إصلاح ذات البين رحمه الله تعالى. كان رحمه الله واحدًا من العلامات في مجال الدعوة الإسلامية وله مؤلفات تزخر بها المكتبات وكان له الدور البارز في توضيح بعض المفاهيم عن الدين الإسلامي في عدد من الدول الأفريقية مما تسبب في دخول عدد منهم للإسلام. كان وقورًا، تقياً، ورعاً، عابداً، ناسكاً، بشوشاً، خلوقاً، وصولاً، مصلحاً فريداً وموحداً، سهلاً ليناً يحث على الصدق والصيام والصدقة وبر الوالدين والصلة، وكان كثير الدعاء والذكر، ويحب جيرانه ويكره الإساءة إلى الآخرين والتجني على الأبرياء، ويحب فعل الخير والمعروف والبر والإحسان، كان رحمه الله يحنو على الضعيف ويسعى في تحقيق طلب كل من يفد إليه بجاه أو مال أو شفاعة، ويحاول لمن يرتاده أن يرضيه بما يستطيع. وكان يقف إلى جانب الأيتام والأرامل والمساكين ويساعدهم ويواسيهم ويحنو عليهم، وكان رحمه الله يحب الصدق والوفاء والمناصحة والدعوة إلى الله تعالى ويبذل الرأي والمشورة بل كان ممن يستشار فيشير فنعم الرأي. رحم الله أبا عبدالمنعم وأسكنه فسيح جناته ونسأل الله جل وعلا أن ينور ضريحه وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يجعل الخير والبركة والصلاح في ذريته وأحفاده وأسباطه.