إن القلم ليعجز واللسان يتلعثم والكلام يقصر في ذكر محاسن الشيخ محمد بن محمد الحذيفي الذي توفاه الله وهو يرفع صوته للأذان بعد أن نطق بالشهادتين.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة). كان رحمه الله عالمًا موحدًا يدعو إلى توحيد الله على بصيرة ويذكر ويرشد ويوجه وينصح ويصلح بل من أوائل المصلحين موفقًا مسددًا آخذًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين الحالقة) فكان له مواقف بارزة في إصلاح ذات البين رحمه الله تعالى. كان شيخنا وقورًا يتميز بالرفق والحلم والأناة والحياء والحكمة، كان تقيًا ورعًا عابدًا ناسكًا بشوشًا خلوقًا وصولًا يذكرنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله يبغض الفاحش البذيء). كان رحمه الله مصلحًا فريدًا وموحدًا يدعو إلى توحيد الله تعالى والاعتصام بكتاب الله والتزام سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمحافظة على الصلوات والذكر ويحث على الإتيان بالسنن والأوراد ويحذر من الشرك والبدع والخرافات، وكان سهلًا لينًا يحث على الصدق والصيام والصدقة وبر الوالدين والصلة، ويحب جيرانه ويكره الإساءة إلى الآخرين والتجني على الأبرياء، وكان يحب فعل الخير والمعروف والبر والإحسان ويحب التفاهم والبسط في الحديث والمذاكرة يسارع في عمل الخير بأنواعه، وكان مجاهدًا في إصلاح ذات البين ويسدد ويقارب ويبشر ولا ينفر ويحنو على الضعيف ويسعى في تحقيق طلب كل من يفد إليه بجاه أو مال أو شفاعة. رحم الله شيخنا الفاضل أبا أحمد وأسكنه فسيح جناته ونسأل الله جل وعلا أن يقدس روحه وينور ضريحه وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يجعل الخير والبركة والصلاح في ذريته وأحفاده.