كشف مختصان في طب النوم أن عدم الحصول على ساعات النوم الكافية خلال أيام العيد و غيره من الأيام ، يعطي إشارات للجسم بأنه يمر بظروف غير طبيعية أو تهديد ما، ويدفع الجسم لتناول المزيد من الطعام للحصول على طاقة أكبر، ويحفز الرغبة في تناول الأطعمة عالية الدهون ما يفضي إلى زيادة الوزن. مخاطر السهر ودعا مدير مركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبد العزيز بجدة البروفيسور سراج عمر ولي، والدكتور إبراهيم زكريا الباحث في طب النوم، إلى ضرورة ضبط ساعات النوم والاستيقاظ خلال أيام العيد وعدم حرمان الجسد من النوم عبر السهر لساعات ممتدة ، إذ يعتبر النوم بمثابة الغذاء التي يحتاج إليه الدماغ والجسد ، فالسهر وسوء النوم يدفعان الجسد إلى أن يتفاعل (عن طريق هرموناته) بشكل غير مستقر وغير متوقع، كاضطراب إفراز الأنسولين في الجسم والذي يؤدي بدوره إلى اضطراب طريقة الجسم في التعامل مع السكر أو حرقه ليمد الجسم بالطاقة وبالتالي يتم تخزينه في الجسم على شكل دهون. زيادة الإقبال على الطعام وتحفز قلة النوم العقل على اتخاذ العديد من القرارات الخاطئة، إذ يحدث خمول في الفص الجبهي المسؤول عن اتخاذ القرارات، مما يُفقد الجسم السيطرة على انفعالاته، وهذا يزيد من إقبال الشخص على تناول الطعام، إذ كشفت دراسات علمية مختلفة أن قلة النوم من شأنها أن تترك الفرد جائعاً طوال الوقت، فنقصان النوم يرتبط بزيادة الجوع، وتحفيز الرغبة الشديدة لتناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، والكربوهيدرات، وبالتالي زيادة الوزن فالنوم يؤثر على هرمونين رئيسيين مرتبطان بالشهية، وهما على النحو التالي: ⁃ جريلين ، وهو هرمون الجوع والذي يعد بمثابة إشارة الدماغ لطلب الطعام والإحساس بالجوع وعندما تقل ساعات النوم قد يزداد إفرازه في الجسم مما يعطي إحساسًا بالجوع ويؤدي إلى تناول الكثير من الطعام وبالتالي زيادة الوزن . ⁃اللبتين ، وهو هرمون الشبع ويعمل على العكس تمامًا من سابقه؛ فهو إشارة الدماغ للإحساس بالامتلاء والشبع وعند عدم الاكتفاء من النوم يقل معدل إفرازه مما يزيد إحساس الفرد بالحاجة إلى المزيد والمزيد من الطعام ، فالأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كاف من النوم، لا يعانون من زيادة الوزن فحسب، بل يعانون أيضا من زيادة في مستوى السكر في الدم وارتفاع ضغط الدم وتخزين الدهون . وأشار المختصان إلى أنه تبين من دراسة قام بها باحثون في جامعة ليدز البريطانية، أن "النوم الأقل قد يعني بدانة أكبر، لا سيما بالنسبة إلى أولئك الذين لديهم نظام غذائي غير صحي ، كما تبين ان الذين ينامون ساعات أقل لديهم مستويات اقل من الدهون المسماة (HDL) وهي تساعد على إزالة الدهون السيئة من الدورة الدموية وتحمي من أمراض القلب والشرايين. دوامة الإحباط وخلصا إلى أنه قد بات من الثابت أن من يعانون من نقص واضح في ساعات نومهم لا يفقدون الوزن بسهولة، بل إن بعضهم قد يكون يمارس الرياضة بانتظام، ويلتزم بنظام غذائي قليل السعرات، إلا أنه لا يفقد وزنه؛ مما يشعره بعدم جدوى ما يفعله فيدخل في دوامة اليأس والإحباط، ويزهد في الرياضة، ويتوقف عن الالتزام بنظام غذائي فيزيد وزنه ثم يزيد أكثر، ويفقد الأمل في الوصول إلى وزن مناسب، ويصل إلى نقطة اللا عودة فقط بسبب قلة النوم، لذا فأن خير نصيحة هي إعطاء الجسد كفايته من النوم والراحة سواء في أيام العيد أو غيره تفاديًا لمشاكل زيادة الوزن.