مما لا شك فيه أن تربية الأبناء أصبحت أكثر صعوبة في عصر العولمة في ظل هذا الانفجار التقني الحاصل الذي تقوده وسائل التواصل الاجتماعي والتي أصبحت تنافس وسائل الإعلام التقليدية في نقل الأخبار والمعلومات بل تجاوزتها لعدم وجود رقابة عليها في نشر الاشاعات والترويج لسلوكيات تتنافى مع قيم ومبادئ المجتمع. إن الخطورة الكامنة وراء التوسع في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في كونها أخذت تشكل شخصية أبنائنا وتؤثر عليهم حتى أصبحوا مبهورين بمن يعرفون بمشاهير السوشيال ميديا والذين في الغالب يفتقرون إلى المحتوى الهادف، بل إن البعض منهم بلا محتوى ولا هدف أصلاً، إنما يطل علينا من خلال هذه التقنية التي وصلت إلينا لنشر ثقافة (الاستهبال) إن جاز التعبير والتفاهة والإسفاف وللأسف كثير من هؤلاء السطحيين لهم متابعون وجمهور. لقد أصبح البحث عن الشهرة وطلبها يتهافت عليه الغالبية العظمي صغارًا وكبارًا حتى لو كانت الشهرة على حساب سمعة الشخص وقيمه ومبادئه. إن التربية السطحية التي تعتمد على المظاهر الكاذبة والبحث عن الشهرة على حساب القيم والأخلاق والمبادئ والتي انتشرت في الآونة الأخيرة عند الكبار قبل الصغار ساهمت بشكل أو بآخر في هذا التوجه، فوسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها هي في المحصلة النهائية أدوات بين أيدينا نستطيع أن نستخدمها الاستخدام الأمثل الذي نستطيع أن نحقق من خلالها الأهداف التي تساعدنا على الاستفادة منها وتوظيفها التوظيف السليم الذي يخدم الفرد والمجتمع وقد تكون أداة لهدم القيم والمبادئ والأخلاق وهذا ما نخشاه من خلال الفوضى الإعلامية الموجود في وسائل التواصل الاجتماعي المنتشرة بين أيدي الصغار قبل الكبار والتي تم استخدامها من قبل بعض المشاهير الذي ليس لديهم ذرة إحساس بالمسؤولية استخدامًا سلبيًا قد يؤثر بشكل أو بآخر على تربية أبنائنا.