شن الطيران الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية، غارات عنيفة استهدفت عدة منازل ومباني ومواقع وطرقات على طول المنطقة الغربية لمدينة غزة من الشمال حتى الجنوب. وأفادت مصادر محلية وشهود عيان في غزة، أن طائرات الاحتلال شنت أكثر من 100 غارة عنيفة على عدة مناطق، تركزت على المنطقة الغربية لمجمع الشفاء الطبي. واستهدف القصف مجمع أنصار، ومواقع قرب أبراح المقوسي، ومنزل مكون من 4 طوابق قرب مستشفى الشفاء، ومبنى آخر، وطرق رئيسية وفرعية في أحياء الرمال وتل الهوا والشيخ عجلين والمنطقة الغربية من حي الزيتون. وأوضحت المصادر أن عدداً من المواطنين بينهم نساء وأطفال أصيبوا، مشيرة إلى أن مركبات الإسعاف والطواقم الطبية تواجه صعوبة في الوصول والحركة لنقل الجرحى بفعل تدمير الطيران الإسرائيلي للطرق الرئيسية المؤدية إلى المستشفيات. كما خلف القصف أضراراً جسيمة في خطوط نقل الكهرباء من محطة التوليد باتجاه مدينة غزة، ما أدى إلى انقطاع التيار عن مناطق واسعة منها. وفيما يدخل التصعيد في الأراضي الفلسطينية أسبوعه الثاني، شنت إسرائيل سلسلة غارات جديدة، فجر وصباح الاثنين، على مناطق في قطاع غزة، يقابلها رشقات صاروخية أطلقتها الفصائل الفلسطينية تجاه المدن الإسرائيلية، حيث دوت صفارات الإنذار في عسقلان وبئر السبع ومستوطنتي أوفاكيم ونيتفوت. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن طائراته قصفت الليلة الماضية "أنفاقا تحت الأرض" تابعة لحماس مرة أخرى، في شمال قطاع غزة، فيما أفادت وسائل إعلام فلسطينية بوجود إصابات جرّاء قصف إسرائيلي على وادي السلقا في دير البلح، وحي التفاح، ومخيم جباليا شمال قطاع غزة. وقال الناطق باسم جيش الاحتلال إنه منذ الساعة السابعة مساء الأحد وحتى السابعة صباحًا من صباح الاثنين، أُطلق نحو 60 صاروخًا من قطاع غزة الى داخل إسرائيل حيث سقط نحو 10 منها داخل القطاع، بينما اعترضت القبة الحديدية عشرات منها وفق سياسة الاعتراض. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع حصيلة ضحايا التصعيد العسكري في قطاع غزة إلى 197 قتيلاً، من بينهم 58 طفلاً و34 سيدة، و1235 جريحا، فيما بلغ عدد القتلى جرّاء أحداث الضفة الغربية بما فيها القدس 21 قتيلاً، بينهم طفل، وأكثر من 4369 إصابة. يأتي ذلك فيما قال مراسلنا إن أكثر من 70 غارة إسرائيلية تركزت في محيط مبنى أنصار الحكومي، والذي يضم مكاتب لوزارة الداخلية وقوات الأمن في القطاع. وأضاف أن الغارات الإسرائيلية، طالت شارع الرشيد ومحيط مستشفى الشفاء ومجمع أنصار الحكومي، وحيي تل الهو والزيتون. وأوضح أن الغارات استهدفت مواقع عسكرية للفصائل الفلسطينية، وشوهدت ألسنة دخان كثيفة وأصوات انفجارات في مناطق مختلفة من مدينة غزة. وسبق ذلك استهداف إسرائيلي بالمدفعية لمناطق شرق محافظة الوسطى وخان يونس من قطاع غزة. وقرر المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر استمرار العملية العسكرية التي تخوضها قواته ضد الفصائل الفلسطينية في غزة دون أن يتطرق إلى مقترح وقف إطلاق النار. وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" Times of Israel، نقلا عن قائد كبير بالجيش، إن القياديين في حركة حماس محمد الضيف ويحيى السنوار قد يتم استهدافهما في غارات إسرائيلية. ونسبت الصحيفة لأليعازر توليدانو قائد فرقة غزة القول إنه كلما طال الوقت الذي يتاح للجيش لتحقيق أهدافه العسكرية في القطاع كان ذلك أفضل. واستهدفت غارات جوية إسرائيلية قبل أيام، منزل يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في خان يونس بقطاع غزة، وفقا لما أكده جيش الاحتلال في بيان له أمس الأحد. ونشر الجيش الإسرائيلي، الأحد، معلومات وصورا لمسؤولين كبار في حماس، زعم أنه تمت تصفيتهم خلال الغارات الجوية. وأضاف الجيش الإسرائيلي في البيان أنه، بالإضافة إلى استهداف منزل السنوار، فقد استهدف الجيش منازل ومقرات كبار القادة في حماس، وهم رئيس التخطيط والتطوير في المكتب السياسي لحماس، سماح سراجي، وقائد كتيبة الزيتون في مدينة غزة، يوسف عبدالوهاب، والمسؤول عن التهريب وعن الملف الاستخباراتي العسكري أحمد عبد العال في رفح. وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن الطائرات الإسرائيلية أغارت خلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة على أكثر من 90 هدفا تابعا لحماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، واستهدفت "عشرات مواقع إنتاج وتخزين الأسلحة في تل الهوا، وفي شيخ عمدان، وفي مدينة غزة، بعضها تم تخزينها في منازل نشطاء ينتمون إلى القوة البحرية والجوية لحماس، كما تم استهداف خلايا مطلقي قذائف مضادة للدروع ووحدات هجومية لأنظمة السايبر"، حسب ما أعلنه أدرعي.