سجّلت الهند الأحد 350 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال 24 ساعة في عدد قياسي عالمي، في حين لم تتمكن بعد من احتواء التفشي المتسارع للوباء على أراضيها، بينما تمّ إعطاء أكثر من مليار جرعة من اللقاحات المضادة للفيروس في العالم. وأسفر حريق اندلع ليل السبت الأحد في مستشفى ببغداد مخصّص لعلاج مرضى كوفيد-19، عن 82 قتيلاً و110 جرحى ، في مأساة دفعت رئيس الوزراء العراقي الى وقف عمل وزير الصحة ومحافظ بغداد واحالتهما على التحقيق. وكان عدد كبير من الضحايا على أجهزة التنفس حين انفجرت اسطوانات أكسيجين وتسببت باندلاع حريق طالب بسرعة الأسقف المستعارة المصنوعة من مواد قابلة الاشتعال. وذكرت مصادر طبية لوكالة فرانس برس أن الحريق بدأ في اسطوانات أكسجين "مخزنة من دون مراعاة لشروط السلامة" في مستشفى ابن الخطيب في العاصمة العراقية بغداد. وأوضح الدفاع المدني أنّ "أكثر الضحايا انقطع عنهم الأوكسجين بسبب نقلهم من ردهات المستشفى أثناء عمليات الإخلاء والإنقاذ وكذلك استنشاق البعض منهم نواتج الحريق". مستشفيات مكتظة في الهند توفي 2767 شخصاً جراء المرض خلال 24 ساعة، في عدد قياسي على الصعيد الوطني. مع تسجيل الهند 350 ألف إصابة جديدة خلال يوم واحد في عدد قياسي عالمي، لا تتمكن الدولة العملاقة التي تعدّ 1,3 مليار نسمة من السيطرة على الطفرة الوبائية. في العالم، سُجّلت 823,179 إصابة إضافية خلال 24 ساعة، بحسب تعداد أعدّته وكالة فرانس برس الأحد. وفي مواجهة هذه "العاصفة" وفق قول رئيس الوزراء ناريندرا مودي، مدّدت السلطات المحلية لأسبوع واحد الإغلاق الساري في العاصمة نيودلهي. وأعلن رئيس حكومة العاصمة أرفيند كيجريوال أن "ويلات فيروس كورونا مستمرة ولا تتوقف". في المستشفيات، يروي شهود عيان الاكتظاظ في الممرات الممتلئة بالأسرة والناقلات، التي يستلقي عليها أحياناً شخصن أو ثلاثة وعائلات تترجى العاملين للحصول على مكان لأقربائهم الذين يحتضرون، لكن بدون جدوى. وبلغ عدد الإصابات في الهند 16,9 مليوناً منذ بدء تفشي الوباء وحصيلة الوفيات تجاوزت 192 ألفاً، ما يجعل البلاد رابع أكثر دولة تأثراً في العالم من حيث عدد الوفيات. وأعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الأحد أن حكومتها تستعد لتقديم مساعدة عاجلة للهند. وقالت "إلى الشعب الهندي، أريد أن أعبر عن تعاطفي الكامل حيال هذه المعاناة الرهيبة التي يسببها كوفيد-19 من جديد إلى السكان". واضافت في رسالة نشرها على تويتر المتحدث باسمها ستيفن زايبرت إن "المعركة ضد الوباء هي معركتنا جميعاً. ألمانيا متضامنة مع الهند وتحضّر بشكل عاجل بعثة مساعدة". واغلقت دول عدة حدودها أمام الهند على غرار إيطاليا باستثناء الإيطاليين الذين بامكانهم الخضوع لفحوص الكشف عن كوفيد-19 قبل الانطلاق وعند الوصول وكذلك لحجر صحي. ولا تسمح ألمانيا أيضاً سوى للمواطنين الألمان بالدخول إلى أراضيها. وأعلنت الكويت السبت تعليق الرحلات التجارية المباشرة من وإلى الأراضي الهندية. وتوصي الولاياتالمتحدة بعدم السفر إلى الهند حتى للأشخاص الذين تلقوا اللقاح المضاد لكورونا، وعلّقت كندا من جهتها لمدة ثلاثين يوماً الجمعة الرحلات القادمة من الهند وباكستان. يثير رصد المتحوّر "الهندي" في بلجيكاوسويسرا واليونان، القلق في أوروبا. ووضعت فرنسا السبت برتوكولاً جديداً لوقف وصول النسخ المتحورة. وقررت أن تُخضع المسافرين القادمين من خمس دول مصنّفة خطيرة هي البرازيلوالهند وجنوب إفريقيا والأرجنتين وتشيلي، لفحص المضادات عند وصولهم إلى فرنسا بالإضافة إلى فحص كوفيد-19 قبل الرحلة، على أن يخضعوا للعزل لمدة عشرة أيام. وقال رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس الأحد في مطار رواسي الباريسي "لقد بدأنا المعركة ضد هذه المتحوّرات التي تشكل تهديداً علينا حماية أنفسنا منه". وأضاف "النسخ المتحوّرة (الجنوب إفريقية والبرازيلية) كثيرة جداً وتميل إلى التراجع". وفي البرازيل أيضاً تجاوز عدد الوفيات الشهرية رقما قياسياً جديداً، إذ بلغ السبت 67977 وفاة جراء المرض منذ مطلع نيسان/أبريل. وقد تجاوز بذلك العدد القياسي الذي سجّل في آذار/مارس حين توفي 66 ألف شخص، بحسب وزارة الصحة. على صعيد العالم، أودى وباء كوفيد-19 بحياة أكثر من ثلاثة ملايين شخص - 3,100,659 على الأقل - منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهوره في أواخر كانون الأول/ديسمبر 2019، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس الأحد. أكثر من مليار جرعة قبل ثلاثة أشهر من موعد استضافة الألعاب الأولمبية، يثير الوضع في اليابان القلق أيضاً. وتدخل حيّز التنفيذ حال الطوارئ في طوكيو وثلاث مناطق أخرى اعتباراً من الأحد وحتى 11 أيار/مايو. ويزيد بطء حملة التلقيح الشكوك في قدرة اليابان على تنظيم الألعاب الأولمبية قبل أقل من مئة يوم من موعدها. بشكل عام، تتسارع حملات التلقيح في العالم. وأعطي ما لا يقل عن مليار ومليونين و938 الفا و540 جرعة في 207 بلدان او مناطق وفق تعداد فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية. وانحصر أكثر من نصف هذه الجرعات (58 في المئة) في ثلاث دول هي الولاياتالمتحدة (225,6 مليون جرعة) والصين (216,1 مليونا) والهند (138,4 مليونا). ولكن قياسا بعدد السكان، احتلت إسرائيل الصدارة عبر تلقيح ستة من كل عشرة اسرائيليين في شكل كامل. تظاهرات وسُجّل تقدم أيضاً على مستوى التلقيح في الاتحاد الأوروبي، حيث أُعطيت 128 مليون جرعة ل21% من السكان. وفي وقت قرر عدد كبير من الدول الأوروبية على غرار إيطالياوسويسراوبلجيكاوفرنسا تخفيف قيودها، تسير ألمانيا عكس التيار اذ شددت اعتباراً من السبت تدابيرها لمكافحة كوفيد-19، مع حظر تجوّل على المستوى الوطني. وتمّ تشديد القيود رغم تنظيم احتجاجات شارك فيها آلاف الأشخاص في مدن ألمانية عدة وكذلك السبت في شرق سويسرا، على الرغم من الرفع التدريجي للتدابير المقيدة. في لندن، تظاهر آلاف الأشخاص السبت ضد احتمال إحداث جواز سفر صحي لإثبات تلقي اللقاح. وأوقف خمسة أشخاص وجُرح ثمانية عناصر شرطة، بحسب الشرطة.