بصفتي من المتابعين لما تقدمه صحيفة المدينة – الغراء – وكنت مشاركاً في صفحة الرأي إلى أمدٍ قريب، فقد وقع نظري مثل غيري على مقالة للأستاذ صالح عبدالكريم الكريم تحت عنوان : (حفلات ليس لها معنى : الطلاق والتقاعد ) يوم الخميس 19/8/1442ه، وكان مقال الأخ صالح ينصب على استنكاره لإقامة احتفالات للمعنيين في سياق العنوان وهم النساء المطلقات ، والإخوة المتقاعدين أمثالي. ولقد اطلعت على كامل المقال ولم أكن سعيداً بما تضمنه لعدد من الأسباب لعل من أهمها هو شعوري بإن الكلمة مسؤلية وخصوصاً إذا صدرت من أمثال الأستاذ صالح ، الأمر الثاني هو احترام مشاعر المتلقي لا سيما ممن هو مقصود بالحديث وانا هنا أخص بالذكر الزملاء المتقاعدين فهل من اللائق يا استاذنا الكريم ان تطرح مقارنة وارتباط بين مرأة تم طلاقها وما أكثرهن نتيجة لخلاف زوجي وعدم توافق أو لأمور أخرى لايعلم عنها إلا الله وبين موظفين بلغوا ذروة سنام الخدمة لدينهم و وطنهم ومليكهم في مختلف المجالات سواءً كانت تلك الوظائف مدنية وصلوا فيها من خلال عملهم الدؤوب الى أعلى المناصب والمستويات أو من الموظفين العسكريين الذين وصلوا من خلال إخلاصهم وإجتهادهم إلى اعلى الرتب العسكرية ومن ثم تم إحالتهم إلى التقاعد بعد أن أنهوا سنوات الخدمة والعمل المحددة. لعل من المفيد أن أُذكِر القارئ بأن التكريم قيمة إسلامية رفيعة حث عليها ديننا الحنيف حيث قال صلى الله عليه وسلم حاثاً على هذه القيمة العظيمة ( من صنع اليكم معروفاً فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه). ولنا في قيادتنا الرشيدة مثلٌ يحتذى به في تكريم ابناءها و مما أذكره الآن تكريم الملك سلمان - حفظه الله - للأستاذ نزار مدني وزير الدولة للشؤن الخارجية الأسبق ومنحه وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الاولى لدوره البارز في العلاقات الدولية بين المملكة ودول عدة حيث كانت له بصمة تستحق التقدير على مستوى العمل الوطني المخلص وغيره كثر ممن قامت حكومتنا الرشيدة بتكريمهم. وأخيرا أذكركم بالمقولة التي تقول رب كلمة قالت لصاحبها دعني ، والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.