كل هذه الجماعات التي تثير الفوضى، وتسعى لإشعال الفتنة في أوطانهم أو بين شعوب العالم، هي جماعات إرهابية، سواء صُنفت على قائمة الإرهاب، أو مازالت تحت مجهر البحث والتقصي الدولي لمعرفة حقيقتها!. تنظيم الإخوان المسلمين، هذا التنظيم المتأسلم، الذي استخدم الإسلام، غطاء أو ستاراً يخفي أهدافه الحقيقية، التي تتمثل في الوصول إلى السلطة، في دولنا العربية، مستخدمين كل وسيلة للوصول إلى غاياتهم، ولمن يصدق مع نفسه، ويصفي بصيرته، سيرى بوضوح ما أحدثته هذه الجماعة في عالمنا العربي بشكل خاص، وكيف أفرزت عناصر دموية، وجماعات أكثر دموية، كلها تتخذ من الإسلام -كمسمى- وسيلة لتبرير غايتها، وهو المبدأ الميكافيلي، ويعني؛ الخداع والازدواجية أي توظيف المكر في السياسة أو في السلوك العام، وينسب إلى الدبلوماسي والكاتب " نيكولو ميكافيلي 1469- 1527"، كتب عن هذا المذهب في واحد من أمهات الكتب الغربية؛ كتاب الأمير، كذلك مصطلح " الفهلوة " مرادف " للميكافيلية". كما وضحت، الموسوعة الحرة "ويكيبيديا"، في معنى الميكافيلية، يتضح أنه مبدأ لا ينتمي للإسلام، بل يتعارض معه تعارضاً كبيراً، لأن الإسلام دين الحقيقة والوضوح، الثقة والمصداقية، الأمن والسلام، معانٍ إنسانية ووطنية وإيمانية لا يؤمن بها أصحاب تلك التنظيمات الظلامية، التي تعمل خلف عنوان إسلامي يستدرج البسطاء، أو الجشعين والمخادعين والحاقدين، الذين لا يتورعون عن تخريب أوطانهم. نعود إلى أزمة المنتمين إلى التنظيم الإرهابي "الإخوان"، الآن بعد أن بدأ الملجأ الفاره والآمن في تركيا يضيق عليهم، وبدأ أردوغان يقص أجنحتهم، ويحجّم أصواتهم، للخروج من أزمته الاقتصادية التي هبطت بالليرة في مقابل الدولار، حتى اللجوء إلى إغلاق البورصة التركية لحماية الليرة من التدهور السريع. أول خطوة لقص أجنحة الاخونج، منعهم من مهاجمة مصر، وكما هو معلوم، فرَّ عدد كبير من تنظيم الإخوان الإرهابي في مصر إلى تركيا، بعد ثورة الشعب المصري على حكم الإخوان، وجدوا كامل الحرية لإنشاء قنوات تلفزيونية وربما صحف، لمهاجمة وطنهم، ومهاجمة حكم الرئيس المنتخب، فبما تجاوز 30 مليون مصري خرجوا إلى الشوارع، لانتخاب الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي. الإخوان في مصر، هم نموذج لأعضاء التنظيم في الوطن العربي، الذين قفزوا على الثورات، وأفسدوا في الأرض؛ في مصر أمسكوا بالسلطة، وبدأوا في تنفيذ مخططهم، لكنهم حوصروا بوعي الشعب المصري. كاد يحدث في تونس نفس السيناريو، أي الوصول على مقاليد السلطة، ومازال وجود الإخوان في البرلمان التونسي أحد عوامل أو أنه العامل الوحيد لعدم الاستقرار السياسي فيها. جماعة الإخوان المصرية بما لها من قدم وأولوية، وجدت الدعم في البداية من جميع الإخونجية حول العالم، وعندما انقلب عليهم الشعب المصري، وجدوا في تركيا ملاذاً آمناً، جمال طبيعة، وحياة مرفهة، وأموال تتدفق إليهم من بعض الدول التي تدعم فكرة "الإرهاب"، لا نشر الإسلام كما تدعي تلك الجماعة الإرهابية، بل رغبة في انتشار الفوضى واستمرارها! اليوم انقلب السحر على الساحر، هاهي تركيا تقلب لهم ظهر المجن، بقراراتها الأخيرة، وأنه يجب الالتزام بقوانين الإعلام التركية، فجاء الرد من نائب مرشد الإخوان حيث ناشد الإعلاميين المصريين المعارضين في تركيا بأهمية الاستجابة لهذا الطلب قائلا: "حقوق الضيافة تملي علينا أكثر مما يطلبه المضيف وهذا حقهم"، أي سمعاً وطاعة، خنوع واستلام! . أزمة الاخوان اليوم ليست في القرارات التركة الأخيرة، بل أزمتهم في ضمائرهم، في الجشع الذي أعمى أبصارهم عن رؤية مصالح أوطانهم، والالتزام بقوانينها. أزمة الإخوان الحقيقية في انكشاف غاياتهم ودناءة وسائلهم، والوعي الذي أصبح درعاً يتقيهم به المسلمون ويتجنبون إخضاعهم لهم بالأفكار الضالة والمواد التموينية وغيرها من الوسائل الاخونجية التي لم يعد لها سوق في أوطاننا العربية.