فاصلة: ((لا مداراة للخُلق السيّئ القبيح، كالشجرة المرَّة لو طُليَت بالعسل لم تثمر إلا مُرَّاً)) «علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)» لا أقتنع بمبدأ ميكافيللي في تبريره للوسائل مقابل نوعية الغايات الخطأ هو الخطأ، والوسيلة الدنيئة لا تتحول بأي حال من الأحوال إلى وسيلة نبيلة تبعاً لنُبل الغاية. الميكافيلية تاريخيا هي إحدى نصائح المفكر السياسي نيكولو ميكافيلي للملك حيث نصحه بأن يحقق هدفه العظيم وهو توحيد إيطاليا بكل الوسائل المشروعة و غير المشروعة بحجة أن طهارة الهدف تؤدي إلى تطهير الوسائل. تتضح أكثر صور المنهج الميكافيللي في قول شهير لنابليون؛ إذ يقول «لم أستطع إنهاء حرب الفاندي إلا بعد أن تظاهرت بأني كاثوليكي حقيقي، ولم أستطع الاستقرار في مصر إلا بعد أن تظاهرت بأني مسلم تقي، وعندما تظاهرت بأني بابوي متطرّف استطعت أن أكسب ثقة الكهنة في إيطاليا، ولو أنه أتيح لي أن أحكم شعبًا من اليهود لأعدت من جديد معبد سليمان». على المستوى الخاص، وفي حياة كل منا صورة لهذا المنهج تتضح في صراعاتنا مع غاياتنا حينما نعجز في الوصول إليها بالأساليب السوية، ولذلك يتحدث الناس عن الكذب الأبيض الذي تم اختراعه لتغطية قباحة الكذب. ونرى اختراعات عدة لأساليب منهي عنها في القيم الإسلامية فقط تمارس لأننا نغلفها بمبرر مثل الخوف على مصلحة الآخر. مشكلة هذا الأسلوب في التفكير أنه يُمرر بسهولة ليكون سياسة نعتادها حينما نتعلق بالهدف دون تفكير بكيفية الوسائل التي يمكن أن توصلنا إليه. وحدهم الذين يتمتعون بالسلام الداخلي يدركون أن الهدف النبيل ليس له إلا طريق واحد في مثل نبله، وأن الوسائل الملتوية وإن أوصلتك إلى هدفك اليوم فقد أفقدتك احترامك لنفسك.