الحلف الخفي بين جماعة الإخوان المسلمين وجمهورية الملالي في إيران هو حقيقة واضحة، رغم أن كوادرهم، وبخاصة السعوديون لا يعترفون بهذا الحلف، فالمتأخونون السعوديون هم مجرد أتباع هامشيين، يُسَيرون ولا علاقة لهم بقيادة هذه الجماعة، أما المتصدي لقيادتها فهو يعي تمام الوعي ان الحركي المسيس الشيعي هو حليف أصيل يتقدم من حيث الأولوية على السني غير الحركي. حركة حماس، التي هي جزء أصيل من جماعة الاخونج، يبدوا أنهم كشفوا الحلف، وأظهروا للعالم ما كان يخفيه أغلب الاخونج، خاصة لدينا في الخليج، والأمر نفسه ينسحب على أخونج عرب الشمال. ففي الاحتفالات بذكرى هلاك سليماني التي أجراها الحمساويون في غزة علت صور السفاح الصفوي المجرم (قاسم سليماني)، وهم بهذا التصرف يريدون إرضاء ملالي إيران، حتى على حساب العرب ومعهم كل أهل السنة أيضاً. أدرك تمام الإدراك أن تصرفاً كهذا التصرف سيحرج كثيرا من الأخونج، وسيضع حركتهم الإرهابية في قفص الاتهام، فهم يأتمرون مع الفرس ليس لنصرة (القضية)، وإنما لأن القضية نفسها لم تعد على رأس أولوياتهم، وهذا ما كنا نقوله ونردده، فتشن كوادرهم علينا حملات التشويه والسب والشتم وربما التكفير، وأهمها أن من لا ينصر الاخونج فهو يُعادي دين الإسلام برمته. جماعة الإخوان المسلمين التي تنتمي إليها حماس أنشأتها في نهايات العقد الثالث من القرن العشرين السفارة البريطانية في القاهرة، عندما كان الإنجليز يحتلون مصر، وكانت موجهة منذ بواكير نشأتها ضد الوطنيين المصريين؛ بمعنى أنها منذ انطلاقها كانت ذات أهداف مشبوهة، تسعى لخدمة المستعمر البريطاني، لذلك فإن ما تمارسه حركة حماس مع إيران هو في حقيقته يتواءم مع المنطلقات الأصيلة التي قامت عليها هذه الحركة وهي خدمة الأجانب، واللعب على العواطف الدينية، وهذه الآلية من أهم آليات العمل السياسي الإخواني، فالدين في قواميسهم مجرد وسيلة، ولم يكن في يوم من الأيام غاية لا تعلوا عليها أي غاية أو هدف، فإذا تعارضت (الوسيلة) مع الوصول للهدف، فهم لا يترددون في التضحية بالوسيلة، التي هي (الدين) طالما أنها تتعارض مع غايات مسيرتهم السياسية؛ وبالمناسبة هذا ما يمارسونه اليوم مع أردوغان في تركيا، فرغم أن تركيا دولة علمانية، تقف من كل الأديان على مسافة واحدة، بما فيها دين الإسلام، إلا أنهم يناصرونها، ويحاربون مناوئيها، حتى وإن كانت هذه الجهة المناوئة أقرب من تركيا (دستورياً) للإسلام. وكان أحد كوادر حماس، وواحد من مغفليها، الزهار قد صرح من باب الاعتراف بالفضل، أن جمهورية الملالي قد منحوهم عشرين مليون دولار ليتدبروا صرف رواتب الحركة، وهو بهذا التبرير لا يختلف عن تبرير العاهرة عندما تحترف الدعارة بحجة إطعام أيتامها. يقول الشاعر العربي: وأنا ممن يؤمنون إيماناً عميقاً أن أي إخواني مؤدلج فهو بالضرورة واحد من اثنين، إما أنه انتهازي، وصولي، قميء، لا يمانع تحويل الدين إلى وسيلة وليس غاية، أو أنه غبي مغفل أبله، متدني القدرات الذهنية، ويعاني من قصور في الإدراك. ومهما يكن الأمر فإن حماس، ومعها جماعة الإخوان، مصيرها أن تنكشف ذات يوم، فلا يمكن أن تراهن على غباء الناس، وعلى عواطفهم، وأنت (مكشوف) إلى هذا القدر من الوضوح. إلى اللقاء.