من أكثر المشاهد التي أقف أمامها متعجبة منظر القط وهو يتوارى عن الملأ ويخفي سوأته ويحاول أن يطمس أثر فضلاته وتغطيتها بالتراب فهذا الحيوان -أكرمكم الله- بفطرته التي فطر عليها يحاول ألا تظهر نجاسته أمام الملأ فسبحان الذي علمه. وبني الإنسان ميزهم الله بالعقل وأرسل الله لهم الرسل ناصحين وموجهين ولكن نزعة اللامبالاة تطغى عليه فكم يسوؤني منظر الشخص الذي يلقي نخامته في وسط الطريق ولا يدفنها وقد حث الشارع على دفن هذه النخامة فعندما يرى الواحد منا أثر تلك الفضلة تشمئز نفسه وتؤذي بصره. والأدهى والأمر أن يفتح الواحد منهم سيارته ويلقي بهذه القذارة أمام الملأ، وهذا منظر لا يمت للحضارة بصلة ولا بتعاليم الاسلام بأي رابط، فالحرية مرتبطة بالخلق والخلق ارتبط بالشريعة والشريعة مرتبطة بالله (كما يقول المنفلوطي) فهذه هي دائرة الحرية وأن يفعل المرء ما يشاء فهل إلقاء مثل هذه الفضلات يرضي الله؟. فقد تعلمنا من غراب كيف يُدفن موتانا، وهدهد دلنا إلى أمة تعبد غير الله، فلنتعلم الآن من قط كيف يواري فضلاته ولا يظهرها للملأ وكيف له أن يراعي مشاعرنا وأنظارنا ولا نرى من القط غير جمال عينيه ونعومة جسده.. فكن يا مسلم أفطن من قط.