في فن تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسب هناك مصطلح يسمى (فرض التكامل المرجعي) وهناك المفتاح الأساسي الذي ينبغي أن يكون فريدًا من نوعه.. وكلاهما يضمن صحة المراجع وتناغمها وسلاسة ظهورها ويمنع تكرارها في قواعد البيانات.. إلا أن ما نريده هنا هو إسقاط المعنى اللغوي والمهني على الإعلام وعالم الصحافة تحديدًا.. فما أن تتصفح الروابط الإلكترونية للصحف والإعلام الجديد (منصات التواصل).. إلا وتجد الخبر نفس الخبر.. ما طرى علم جديد.. كم وصياغة وحشو كل يوم يزيد.. يساهم في ذلك الروتين السريع للإعلام الحديث ونيل قصب السبق في النشر.. فتضيع الجدة والجودة للخبر والمعلومة، فيضعف اهتمام الباحث في أرشيف الصحافة كمرجع في القضايا الاجتماعية أو الأمنية أو الدراسية لموضوع ما.. والحل يكمن في وجود مركز لمعلومات الصحافة ومحتواها يوزع الأخبار ويخصص النشر بشكل لا يسمح بالعشوائية والتكرار.. ويحيي الحس الصحفي بالتدريب المكثف على صياغة الخبر بزوايا ورؤية مختلفة وتحقيق يتميز عما تم نشره.. وثمة محور آخر يكمن في الإجراءات المتبعة تجاه نقاط البيع.. فالمواسم والعطلات أثبتت نفاد كمية الكتب وقوة الشراء في معارض الكتاب.. فنضع مزاعم نهاية بيع الورق في شك.. ونبحث في أسباب أخرى كفرص الفراغ والمزاج للقارئ كما أن جدوى التوزيع على نقاط البيع دون أماكن أخرى يحتاج إلى دقة وتقصٍ.. هناك أشخاص في مناطق نائية مخلصون في الاشتراك الصحفي وينتظرون الأعداد الورقية تصلهم وبالمقابل المادي.. وهناك من يرغب في العدد الورقي لأجل صحة عينيه ولسهولة حملها في أي مكان وزمان والاحتفاظ بها في مكتبته؛ فلكل شيء إيجابياته وسلبياته حتمًا.. هناك اقتراح نتمناه وهو أن يُفرض قرار بتوزيع الصحف في نهاية الدوام على موظفي القطاع الحكومي والقطاع الخاص (الشركات الكبيرة) وبكميات محددة وميزانية رمزية تقوم به جهات العمل نفسها، ففيه من الجدوى والدعم وتحقيق التكامل المعرفي والاقتصادي من باب تعزيز الثقافة العامة والتنمية.. والخلاصة إعلامنا المقروء قوي وطباعته جميلة وملونة.. وشبابنا موهوب وذكي وشيوع الصحافة مؤشر لقوة الثقافة والقوة الناعمة في أي مجتمع.