ذكر الزميل أحمد سماحة أن هناك تنافسا وصراعا بين وسائل الاعلام الإلكترونية والورقية في الوقت الذي تبذل الصحف الورقية جهدها لتقديم التميز في الأخبار وطرح الافكار، ناصحاً من أراد ان يسلك طريق الإعلام بأن يكون واعيا لصناعة الخبر ليجعل القارئ يعصر ذهنه وهو يتلقى الخبر. واضاف سماحة خلال محاضرة حول "فنون التحرير الصفحي" التي ألقاها في قسم الاتصال والإعلام بكلية الآداب بجامعة الملك فيصل بالاحساء أمس الاول وأدارها الدكتور فودة محمد بحضور عميد الكلية الدكتور ظافر الشهري ووكيل الكلية للشؤون الأكاديمية الدكتور عبدالعزيز التركي ورؤساء الأقسام ولفيف من أعضاء هيئة التدريس، وإشراف من رئيس قسم الاتصال والإعلام الدكتور سامي الجمعان بأن المراسل الصحفي من الضروري أن يكون لديه "حس صحفي" وينتبه لإدراك جمهور الصحيفة ومعرفة كافة الامور المتعلقة بالاتصال وبالمكان والبشر وهوية الصحيفة، خصوصا أن لكل عنصر أهميته في صياغة المادة الصحفية. وعن الصياغة الصحفية اوضح سماحة أن بعض المحررين لا ينتبه لنقطة مساحة النشر حيث يقوم بإرسال مادة صحفية تتكون من صفحات كثيرة إلا أن ما ينشر منها قد لا يتجاوز خمسة اسطر بعد اختزال "الحشو الزائد" في المادة، ليستعرض بعدها الخطوات المتبعة حتى إصدار الصحيفة والتي تتضمن جمع المعلومات ومراجعة المواد والتركيز على الصور التي باتت تعد من العناصر المهمة في العمل الصحفي لأنها "توازي ألف كلمة كما يقول المثل الصيني"، ثم ترتيب المادة الصحفية وفقا للمساحة والرؤية والتوجه ليتم بعدها تنفيذ الصفحات وطباعتها وتوزيعها. وأشار إلى أن تعدد الصحف وتنوعها ساهم بتميز البعض منهم، لأداء المهام المطلوبة والتي تتوزع على متابعة ما يجري حول العالم من أحداث، وتقديم الخدمة الاجتماعية، فضلا عن تقديم المتعة للقارئ، بالإضافة إلى دور الصحافة التعليمي والتثقيفي وهذا كله يحتم على من يتخذ الصحافة مهنة له (موجها حديثه لطلاب قسم الاتصال والإعلام) أن يكون مدركا أنها مهنة البحث عن المتاعب، وهو ما يحتم على الصحفي أن يكون متسما بسمات متعددة من حاسة صحفية لتفهم الخبر والتعرف علي الأمور المهمة المتعلقة به، والتأكد من صحة المعلومات والاقتباسات، ومراعاة الزمان والمكان وأعمار وسمات من يشملهم الخبر، مذكرا بعناصر الخبر الاساسية والتي ما زال بعض الصحفيين يتغافلونها رغم أنها اساس "الخبر" التي تتجسد في: (من وماذا ومتى وأين ولماذا؟ فضلا عن كيف) مضيفا بأن مفاهيم هذه العناصر قد تغيرت في الاعلام الجديد لتقود الي ما يسمي بالقصة الخبرية، موجها الحضور لقراءة بعض الكتب ومنها كتاب (عناصر الصحافة)، كما أشار إلى خطورة أن يبدي المحرر مشاعره ووجهة نظره في الخبر؛ إذ إن هذا يفقده الموضوعية، وانتهى لإبراز ما يواجهه الإعلام الورقي من الانتشار الواسع للإعلام الالكتروني. كما تعددت المداخلات نهاية المحاضرة من الدكتور لطفي الزيادي والدكتور أيمن فرج والدكتور عامر الحلواني والدكتور خليفة الميساوي والدكتور محمد الشريف، كما تسابق طلاب قسم الاتصال والإعلام في عرض الكثير من مداخلاتهم بما يؤكد التفاعل الواعي مع ما طُرح في المحاضرة التي أثنى عليها عميد الكلية الدكتور ظافر الشهري، متمنيا استفادة طلاب قسم الاتصال والإعلام منها ليكونوا في المستقبل صحفيين نشطين يستعرضون قضايا مجتمعهم بوعي وموضوعية.