أطلقت بريطانيا، اليوم الثلاثاء، حملتها للتلقيح ضد فيروس كورونا المستجدّ، في أول خطوة من هذا النوع في بلد غربي، في وقت تجاوزت أوروبا العشرين مليون إصابة في حين تشهد موجة ثانية من الوباء. وأصبحت مارغريت كينان البالغة تسعين عاماً، أول شخص في العالم يتلقى اللقاح الذي طوّره تحالف فايزر/بايونتيك الأميركي الألماني، بعد قرابة أسبوع من إعطاء الضوء الأخضر لتوزيعه في بريطانيا الدولة الأكثر تضرراً جراء الوباء في أوروبا مع قرابة 61500 وفاة. وأظهرت مشاهد بثتها قنوات التلفزة كينان في مستشفى في كوفنتري في وسط انكلترا، تتلقى الحقنة أثناء جلوسها على كرسي وتبادلها أطراف الحديث بهدوء مع الممرضة. وقالت كينان أمام عدسات الكاميرات "أشعر بأنني محظوظة لكوني أول شخص يتلقى لقاحاً ضد كوفيد-19". وأضافت وفق ما نقلت عنها وكالة برس أسوسييشن، "هذا يعني أنه بات بامكاني أخيراً أن أمضي بعض الوقت مع عائلتي وأصدقائي في العام الجديد، بعد أن أمضيت فترة طويلة من هذا العام وحدي". وينبغي على أكثرية السكان في بريطانيا الانتظار حتى العام 2021 لتلقي اللقاح إذ تُعطى الأولوية لنزلاء دور الرعاية والعاملين فيها، ثم للعاملين في المجال الصحي ومن تفوق أعمارهم 80 عاماً، في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 66 مليون نسمة. وذكر رئيس الوزراء بوريس جونسون خلال زيارة أحد المستشفيات "تدريجياً سيحدث هذا فرقًا كبيرًا لكننا لم نصل إلى ذلك بعد. لم نتغلب على الفيروس بعد". وبريطانيا التي تسجّل أكبر عدد وفيات بالفيروس في أوروبا (61 ألف وفاة)، هي أول دولة ترخص استخدام لقاح تحالف فايزر/بيونتيك الألماني الأميركي، في خطوة سريعة انتقدها بعض الخبراء. ويُتوقع أن تتخذ الوكالة الأوروبية للدواء قراراً بشأن هذا اللقاح بحلول نهاية كانون الأول/ديسمبر، في وقت قد تبدأ كندا اعتباراً من الأسبوع المقبل تلقيح سكانها. انتقاد كيْت ووليم سُجلت في الإجمال في أوروبا أكثر من 20 مليون إصابة بفيروس كورونا المستجد رسميًا منذ وصول الفيروس إلى القارة مطلع عام 2020، وفقًا لتعداد أجرته فرانس برس الثلاثاء استناداً إلى تقارير السلطات الصحية. ومنذ 24 تشرين الثاني/نوفمبر، تُسجّل يومياً أكثر من 10 آلاف وفاة في العالم، وهو مستوى قياسي. وقد تسبب الفيروس بوفاة مليون و545 ألفا و320 شخصا في العالم وأصاب أكثر من 67 مليونا، منذ ظهوره نهاية كانون الأول/ديسمبر 2019 في الصين. مع استمرار هذه الموجة الثانية، وعلى الرغم من بدء حملة التلقيح في بريطانيا، واجه الأمير وليَم وزوجته كيْت سيلاً من الانتقادات بسبب جولة في القطار نقلتهم إلى اسكتلندا وويلز. وكانت مواقف الحكومات المحلية متباينة من زيارة الزوجين إذ قال وزير الصحة في ويلز فون غثينغ الثلاثاء إنه يفضل "ألا يقوم أحد بزيارات غير ضرورية" في حين تُفرض قيود على السفر داخل المملكة المتحدة. في ألمانيا التي أبلت بلاء حسناً خلال الموجة الأولى للوباء في الربيع وتواجه اليوم صعوبات أمام الموجة الثانية، تعد ساكسونيا في الشرق المنطقة الأكثر تضررًا من الوباء. وستفرض المنطقة قيودًا صارمة اعتبارًا من الاثنين تشمل إغلاق المدارس ودور الحضانة ومعظم المتاجر. في إيطاليا التي تجاوزت عتبة ستين ألف وفاة جراء الوباء، تبلغت وزيرة الداخلية لوتشيانا لامورغيزي الاثنين بأنها مصابة بالفيروس خلال اجتماع وزاري، ما دفع وزيرين آخرين الى حجر نفسيهما. وذكر كل من بلجيكا وفرنسا وإسبانيا أنها ستبدأ اعتبارا من كانون الثاني/يناير تطعيم الفئات الأكثر عرضة للخطر. وسجلت سانت بطرسبرغ، ثاني أكبر مدن روسيا، 86 وفاة الثلاثاء، مع تحذير السلطات من أن المدينة أصبحت الآن على بعد "خطوة واحدة" من فرض تدابير عزل جديدة. وباشرت روسيا السبت إعطاء لقاح "سبوتنيك-في" الروسي للعاملين الاجتماعيين والطواقم الطبية والمدرّسين في موسكو. وما زال هذا اللقاح في المرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب السريرية. وعلى مستوى العالم، يخضع حاليًا 51 لقاحا مرشحا لتجارب على البشر، منها 13 بلغت المرحلة النهائية، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية التي قالت الاثنين إن التلقيح يجب ألا يكون إلزامياً، إلا في حال وجود ظروف مهنية معينة. في الولاياتالمتحدة، الدولة الأكثر تضررًا في العالم من الوباء مع تسجيل أكثر من 283 ألف وفاة، تواجه كاليفورنيا موجة ثالثة من الوباء. وأعاد حاكم الولاية الديموقراطي غافين نيوسوم الاثنين فرض تدابير الاحتواء في جنوب الولاية، وهو إجراء يؤثر على أكثر من 20 مليون نسمة. وقال نيوسوم "نحن بحاجة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة الآن لتفادي انهيار نظام الاستشفاء في كاليفورنيا"، بعد أن باتت 85% من أسرة وحدات العناية المركزة مشغولة. على الساحل الشرقي، أعادت مدينة نيويورك فتح المدارس الابتدائية العامة الاثنين، لكن السلطات قد تقرر إغلاق المطاعم مرة أخرى إذا ساء الوضع. وأعلن الرئيس المنتخب جو بايدن أعضاء فريقه المسؤول عن الصحة والذي قال إنه سيواجه "أحد أكبر التحديات في أميركا، هو السيطرة على الوباء". ووفق هذه التعيينات، سيتولى مدعي عام ولاية كاليفورنيا خافيير بيسيرا وزارة الصحة، بينما يؤكد جو بايدن رغبته في تعيين مدير معهد الأمراض المعدية أنتوني فاوتشي، عضو الفريق المسؤول عن الأزمة حالياً، مستشاراً له. في غضون ذلك، تمكن البابا فرنسيس في روما من تجاوز الحشود والتوجه في الصباح الباكر إلى ساحة شهيرة في وسط المدينة للاحتفال بعيد الحبل بلا دنس. ومنتصف النهار، أوضح من نافذة في القصر الرسولي أن خروجه الصباحي كان يهدف إلى "تجنب مخاطر التجمعات" امتثالاً منه لتعليمات السلطات الوطنية.