يبدو أن معضلة العنف المجاني الذي يمارسه بعض رجال الشرطة الأمريكيون ضد السود لن تنكفئ قريبا رغم تعالي الأصوات المنددة بهذه الظاهرة التي تعيد للأذهان حقبة قاتمة من تاريخ الولاياتالمتحدة ورغم تنامي حركة ما يعرف ب Black Lives Matter أو "حياة السود مهمة". وقد تمت إقالة رجل الأمن الذي يعمل نائبا لنقيب شرطة في مقاطعة كليتون بولاية جورجيا بتهمة "الاستعمال المفرط للقوة" بحسب ما جاء في بيان لمكتب رئيس شرطة المقاطعة المذكورة. ولم يأت البيان على ذكر اسم الضابط المقال لكنه كشف عن فتح تحقيق جنائي في المسألة لدى مكتب النائب العام المحلي. وكان رودريك وولكر 26 عاما قد ألقي عليه القبض الجمعة وتعرض للضرب المبرح بعد أن أوقفه عناصر الأمن أثناء مراقبة مرورية فيما كان يقود سيارته وبصحبته رفيقته ورضيعهما البالغ من العمر خمسة أشهر إضافة إلى طفل آخر من زواج أول للمذكورة. وقد قال محامي الضحية شين ويليامز إن عملية الاعتقال تمت بذريعة أن وولكر لم يحترم الإشارة. وبحسب ذات المصدر فقد طلب منه رجال الشرطة أوراقه الثبوتية قبل أن يستشيطوا غضبا وأجبروه على الخروج من السيارة حين سألهم وولكر عن السبب بما أن المركبة كانت متوقفة على أية حال. "لا أستطيع أن أتنفس.." وقد وثق أحد المارة لحظة ارتماء رجُليْ شرطة على وولكر بكل ثقلهما وأوْسع أحدُهما الضحية ضربا فيما سُمع صراخ رفيقته وهي تقول لهما إن وولكر لا يستطيع أن يتنفس لأن الرجلين جثما على صدره كما سُمع صوت الطفل وهو ينادي أبي أبي. وتعيد هذه الجملة إلى الأذهان ما حدث لمواطنيْن أمريكيين وهما إيريك غارنر عام 2014 وجورج فلويد عام 2020 إذ نطقا بنفس الجملة قبل أن يتوفيا وهما بين أيدي الشرطة. وخوفا من الأثر الذي قد يتركه توثيق الواقعة من قبل الشخص الذي كان يصوّر، قال رجل الشرطة المقال وهو يضع القيود في يدي وولكر إن الأخير قد عضّه وهو ما نفاه المحامي قائلا: " إن موكلي كان يحاول أن ينقذ حياته حتى أنه فقد الوعي مرتين أثناء ضرب الشرطة له. وإضافة للفيديو الذي انتشر على نطاق واسع فقد ظهرت صورة لووكر وهو رهن الحبس وقد ظهرت كدمات على عينه اليسرى من شدة اللكمات التي تلقاها على يد الشرطي المقال.