المعرفة كما عرفها Nonaka هي التفاعل الناتج بين المعرفة الضمنية Tacit والمعرفة الظاهرة Explicit مما يقود المنظمة على العمل بفاعلية، وفي ظل ما سبق يتضح أنها باتت محورية في كافة المجالات الحياتية، فهي ركيزة أساسية في التنمية وهي سر التفوق والنجاح ومصدر للكفاءة والفاعلية وإيجاد القيمة التنافسية، وإذا ما غابت المعرفة تراجعت المنظمة أيًّا كانت وتوارت ولربما تقهقرت واختفت. والوضع في نادي الاتحاد حاليًا يبدو أنه وصل مرحلة التراجع في ظل غياب المعرفة في عمل إدارة أنمارالحائلي مع كامل الاحترام فهي لا تعرف كيف تتعاقد مع اللاعبين السعوديين والأجانب ولا تعرف كيف تتعاقد مع المدربين الأكفاء ولا تعرف كيف تفعِّل روح الاتحاد حتى أصبح الفريق قاب قوسين أو أدنى من الهبوط، أكثر من ذلك فهي إدارة ترفض الاستعانة بأصحاب المعرفة، والأمر والأدهى أنها لا تمتلك السيولة النقدية التي تمكنها من إبرام صفقات مدوية تليق بمكانة نادي الاتحاد بل وكبلت النادي بديون ضخمة. كيف يعود الاتحاد؟ في الأمثال يقولون الثالثة ثابتة، نجا الاتحاد مرتين بأعجوبة ولكن لنكن واقعيين الاتحاد لن ينجو ثالثًا إذا لم يتم تدارك الموقف من خلال وضع إستراتيجية لإعادة الاتحاد إلى وضعه الطبيعي تتلخص في: أولاً/ رحيل الإدارة: أفضل وأسلم حل أن ترحل إدارة أنمار الحالية وتترك الاتحاد لإدارة أخرى لديها معرفة وإمكانيات وقدرات تؤهلها لإعادة الاتحاد إلى مكانه الطبيعي، فهذه الإدارة بتجرد تمثل التهديد الأكبر على الاتحاد. ثانيًا/ تدخل وزارة الرياضة: نادي الاتحاد أحد أصول الدولة -أعزها الله- ممثلة في وزارة الرياضة وانحداره وتراجعه بهذا الشكل الكبير وهو أول الأندية السعودية وصاحب القاعدة الجماهيرية الأكبر وهو أحد روافد منتخباتنا الوطنية في كل الألعاب، له انعكاساته السلبية على رياضة الوطن لذلك يفترض أن تتدخل وزراة الرياضة لإنقاذه. ثالثًا/ اللاعبون الأجانب: أحد أهم أسباب تراجع الاتحاد في السنتين الأخيرتين هو التعاقدات السيئة على مستوى اللاعبين الأجانب ولو استعرضنا عمل إدارة أنمار الحائلي في هذا السياق هو عمل باختصار لا معرفي فهو يسرح اللاعبين الجيدين ويستقطب لاعبين أقل كفاءة مثل بوني وخيل والبدري، هذا الثالوث الذي أصبح يمثل عبئًا على ميزانية النادي بدون أي قيمة فنية ومن هنا يجب أن يتم تسريحهم في أول الخطوات التصحيحة. ومن ثم البحث عن مهاجم فعَّال وصانع لعب متميز ومدافع إلى جوار برونو على اعتبار أن زياد كثير الإصابات. رابعًا/ اللاعبون السعوديون: في رأيي الشخصي أن الاتحاد من ناحية العنصر المحلي لديه خامات جيدة فهو يمتلك عناصر مميزة تستطيع أن تصل بالاتحاد إلى مركز أبعد من ذلك الذي كان عليه طوال الموسم الجاري إذا ما كان هناك مدرب جيد يقودهم، مثل زياد وسعود والبيشي وفهد والعبود والمالكي، وفيما لو تم استقطاب مدافع ومهاجم وظهير أيسر محليين يكون الوضع أفضل. خامسًا/ المدرب: شخصيًا لست على قناعة بالمدرب كاريلي فأرى كما أسلفت أن الاتحاد بعناصره الحالية من المفترض أن يكون في وضع أفضل ويقدم مستويات أفضل ويحافظ على مركزه في المناطق الدافئة على أقل تقدير ويعزز ما أذهب إليه أن الفريق لا يلعب كرة قدم حقيقية فمع أي فريق كان تجده يتكتل في المناطق الخلفية ويتحمل الحارس والدفاع عبء المباراة، ناهيك عن ضعف اللياقة وعدم وجود تكتيك واضح للفريق ولا أي لمسة فنية. وفي ظل ذلك أخشى أن الاتحاد في منتصف الموسم المقبل سيكون مضطرًا إلى تغيير مدربه ويدخل في دوامة جديدة. سادسًا/ لجنة تعاقدات: ليس صحيًا أن يكون قرار التعاقدات في يد المدرب فهو بشر ولربما يضعف أمام المغريات، وليس صحيًا أيضًا أن تكون التعاقدات كلها برازيلية فسيعملون تكتلات، والحل الأفضل تكوين لجنة تعاقدات تضم مثلاً حسن خليفة محفوظ حافظ، عبدالله غراب، أيضًا من الممكن الاستعانة بخبرات أندية أخرى حققت نجاحات في الاستقطابات.