أخطر وسيلة إعلامية حرة ومنفلتة، ولا ضابط لها إلا «الرقيب الذاتي» لدى الشخص، هو»تويتر». هذه الوسيلة تتحول إلى»وزارة دفاع» للمخلصين الوطنيين، وتنقلب إلى «وزارة حرب» ونشر الشائعات والفتن، والتحريض على الفتنة، والخروج على النظام العام، من قبل المرتزقة والإرهابيين، وعناصر الاستخبارات الأجنبية، والبعض من القنوات الفضائية مسبقة الدفع. ولجت إلى عالم تويتر عام 2012، وشاهدت العجب العجاب من البعض من المغردين. شاهدت التناقض في التغريدات، وشاهدت الرصد لذلك التناقض من قبل أفراد وجماعات وأنظمة وغيرها من الأجهزة المعنية، التي ترصد ما يقوله الشخص قبل وبعد. ولكن الذي وجدته وهو الغالب هم فئة «المتلونون».هذه الفئة «نهازة للفرص»، أي تنتهز الفرص المتاحة. وسوف أعطيكم أمثلة على ما لاحظته من قبل البعض من المتلونين. المثال الأول هم فئة متعلمة، ومن البعض من المتعلمين تعليماً عالياً، حيث وجدوا في جماعة الإخوان الإرهابية المتغلغلة في مفاصل المجتمع «أرض الأحلام»، فأخذوا يناصرونها ويعلنون الولاء لها، والتمجيد بها، والدفاع عنها في القنوات الفضائية، والصحف، وحتى في تويتر، وهذا ليس من أجل سواد عيونها، أو الإيمان بمبادئها لأنها لا تتطابق مع «فلسفاتهم» و»أيدولوجياتهم»، بل لأنها أصبحت مصدر رزق ومناصب وشهرة. وعندما أتى ملك العزم والحزم سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان يحفظهما الله، قاموا بطرد هذه الجماعة الإرهابية خارج دولتنا العظمى السعودية ف «تورطوا» ووقعوا في «مأزق» لم يكن في حسبان هؤلاء المتلونين . فالتغريدات تم تصويرها والاحتفاظ بها، ومقاطع الفيديو كشفت المستور وهذا التناقض، وأصبحوا في وضع لا يحسدون عليه، وهذا هو حال الشخص «المتلون»، الذي يريد أن يصعد إلى القمة بسرعة، وبدون عناء، وبدون صعود السلم من أول عتباته حتى آخرها، وذلك بواسطة رمي الحبال عليهم من القمة لانتشالهم من القاع. هذا الصعود إلى القمة بسرعة البرق جعلهم لا يستطيعون الدفاع عن هذا «التلون» وهذا التناقض فخسروا كل شيء، وأصبحوا مثار سخرية وتهكم من المغردين في تويتر. المثال الثاني فئة ما يسمون ب»الدعاة» الذين ركب بعضهم الخيول في اسطنبول، ووصفوا الطاغية الدكتاتور المبتز»أردوغان» بأنه «خليفة المسلمين»؟!، بل كسبوا من الدعايات للشاليهات في تركيا الملايين، وفي الوقت ذاته «ورطوا» أبناء جلدتهم من السعوديين الذين اشتروا عقارات في تركيا وتمت مصادرتها من الأتراك، والبعض الآخر منهم ذهبوا إلى دويلة الإرهاب قطر لكي يسلمهم أميرها «تميم» شنطاً صغيرة تحمل باليد فيها ما خف وزنه وغلا ثمنه من الشيكات والدولارات الخضراء من أجل زعزعة أمن واستقرار بلدهم، بعبارة أخرى أكثر دقة باعوا ضمائرهم، وخانوا أماناتهم وأوطانهم بحفنة دولارات. المثال الثالث من المتلونين فهم البعض من «الإعلاميين» ممن كانوا مع جماعة الإخوان الإرهابية وارتدُّوا عنهم مبكراً ففازوا بنصيب الأسد، وأصبحوا يتبطحون في لندن وغيرها وشكلوا تكتلاً وتحالفاً «ندفع ثمنه الآن» للاستيلاء على المناصب الإعلامية، ومحاربة وإقصاء كل من يقرب لإمبراطوريتهم الإعلامية من الوطنيين المخلصين، وأصبحت المناصب حكراً عليهم، ويقومون بتدويرها بينهم، على الرغم من فشلهم في كل منصب يسند إليهم. المثال الرابع وهذه فئة ترى نفسها أنها من «الطبقة المخملية» ولا يصادقون إلا علية القوم، ويطلقون هم على أنفسهم، وليس نحن، «النخبة»؟!، فأسسوا صحفاً ورقية وإلكترونية، ويشتهرون بحلق اللحية والشنب، ويعيشون في لندن وباريس وغيرها من عواصم الأنس؟!، بيت القصيد هنا أن الشيخ تويتر قام بتعريتهم وفضحهم على تناقضهم وخزعبلاتهم، وحبهم للمال والشهرة والأنس والترفيه. ولذلك الرئيس الأمريكي ترمب لم يذهب بعيداً عندما أصبح يغرد بشكل يومي لأنه يعرف ويعي جيداً أن تويتر هو سيد الموقف في الانتخابات الأمريكية المقبلة وبلا منازع.